كتبنا مرات ومرات عن معاناة سكان الأحياء الفقيرة في صفاقس وعدم اكتراث المسؤولين بمعاناتهم اليومية ليس مع الفقر فهذا أمر ألفه الفقير ولكنّ مع الأوساخ والحشرات السامة والطائرة وخاصة سكان المنطقة المحاذية للقنال أو ما أصطلح على تسميته بحزام بورقيبة بطريق المهدية والسلطينية وسيدي منصور لقد أصبح الوضع الخطير للقنال بهذه المنطقة أمرا لا يُطاق ويُنذر بمشاكل صحيّة للأهالي إذا لم يقع إيجاد حلّ للمياه الراكدة منذ عشرات الأشهر والتي أصبحت بلون أخضر لكثرة الخزّ الموجود نتيجة تلوثّ المياه ولقد أشرنا في مقالات سابقة عسى أن تتحرك الجهات المعنية لسحب هذه المياه وهو ليس بالأمر الصعب إذا اعتبرنا أنّ الدائرة البلدية يمكن أن تتعاون مع ديوان التطهير أو البلدية الكبرى قصد تمكينها من شاحنات مزودّة بمحركات لسحب هذه المياه الملوّثة التي تسربت من البحر وبقيت دون حلّ الى الآن والتي تعكس بما لا يدع للشكّ أن الوضع البيئي بهذه المنطقة مُترّدي للغاية وصحة المواطن تتهددُها مخاطر جمّة إضافة الى ما يُولده الماء الراكدْ من روائح كريهة لا تطاق وصارت بؤرة لتربية الحشرات المُضرّة خاصة البعوضة الخطيرة والتي سبق أن فعلت فعلتها وألزمت ضحاياها باستعمال المُضادات الحيوية للعلاج ثمّ أنه من غير المعقول أن لا يتحرك أيّ طرف فأين المسؤول ولماذا لم يتحرك أيّ طرف الى حدّ الآن رغم خطورة الأمر على صحة المواطن أم أنّ الأحياء الشعبية لا تثير قلق ورأفة المسؤولين ؟ فلو كان هذا الوضع للقنال كان في الضفة الأخرى حيث تنتشر الفيلات الضخمة والأحياء الراقية فهل يقع السكوت عن هذا الوضع ؟