ما حقيقة التهديدات التي تلقيتموها ومن وراءها ؟ أنا واحد من أبناء هذا الشعب الكريم ، وأن أهدد بسبب مواقفي التي يعلمها الخاص والعام من الإرهاب ، فلا ألقي له بالا ، والموت من أجل ذلك لا يخيفني ، وأنا وغيري فداء لهذا الوطن العزيز . أما التفاصيل فهي من اختصاص الأمن الذي يعلم الدقائق ، وأشكر إطاراتنا الأمنية بالمناسبة وأثني على جهودهم المخلصة وعلى وطنيتهم الرائعة . – هل تعتبرون أن مؤسسة الإفتاء مستهدفة وممّن ؟ مؤسسة الإفتاء هي مفخرة من مفاخر تونس قديما وحديثا ، لأنها بالمقارنة مع ما يجري في بلدان أخرى من فوضى على مستوى الفتاوى ومن فتن وشبهات ، نجدها وفية متمسكة بخطها الفكري المعتدل وفتاويها السمحة الهادئة ، وهي لم تتخل ولن تتخلى عن المدرسة المالكية فقها ، الأشعرية عقيدة ، الجنيدية طريقة . والبعض التبس عليه الأمر لغايات ربما سياسية أو إيديولوجية يريد بكلمة يخطها على صحيفة ما أن يجرد تونس بتاريخها المجيد من انتسابها الى مدرسة دينية شرعية عرفت بوسطيتها وتراثها السمح وأثرت بمنهجها مشرقا ومغربا . وديوان الإفتاء يحرص على تكريس هذا الخط وتطويره في اتجاه بيان الخصوصية التونسية المفردة ، والتي نباهي بها زملاءنا في كل المحافل والاجتماعات خارج تونس ، ولا يخفون هم إعجابهم بذلك . ولا نرى أنفسنا – ونحن نوضح هذه المسائل الجوهرية – في موقف دفاعي ، رغم أننا نحتاج في كل مرة الى توضيح الملتبس وكشف ما يراه البعض مبهما . – ما موقفكم من عزل أئمة مثل وزير الشؤون الدينية السابق نور الدين الخادمي والداعية البشير بن حسن ؟ ما حدث من قرارات عزل لبعض الأئمة مرجع النظر فيه الى السيد وزير الشؤون الدينية الذي تجمعني به علاقات احترام ، وهذه صلاحياته التي لا يزاحمه فيها أحد . – هل تتمسكون سماحة المفتي بما كنتم صرّحتم به في وقت سابق من أن الإرهاب بدأ مع بورقيبة حين نزع حجاب المرأة وأغلق جامع الزيتونة أم تغيرت مواقفكم وآراؤكم وإن نعم لماذا ؟ البعض يريد عنوة وتلبيسا أن ينسب لي قولا لم أقله عن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله . وقد كنت عقب البرنامج التلفزي ، ومن خلال بيان بعثت به الى وكالة تونس إفريقيا للأنباء ، أكدت أن بورقيبة زعامة وطنية كبيرة وقامة سياسية عالية قل نظيرها في العالم العربي والإسلامي . بل كنت منذ بواكير شبابي من المعجبين بشخصية الرجل ومواقفه ومن المنبهرين بخطاباته . وغاية الأمر أني قدرت أن غلق جامع الزيتونة ربما كان مبكرا ، وأنه لو حافظنا على مناهجه لكنا في حمى من كل أشكال التطرف والانغلاق والإرهاب الذي هو آفة العصر . ويبقى دوما لبورقيبة موقعه الريادي ومهابته الشخصية . – كيف ترون حال جامع الزيتونة اليوم ؟ جامع الزيتونة سيظل دوما هو منارة تونس وهو رمز من رموزها التاريخية الشامخة ، مهما كان كانت الملابسات الظرفية . واليوم توجد الجامعة الزيتونية في مظهرها العصري وهي تؤدي رسالتها التعليمية النبيلة بفضل أساتذتها الأكفاء . – ما موقفكم من تحجيب الفتيات الصغيرات وقرار منع الحجاب في المدارس؟ كنت قد بينت منذ أشهر لوسائل الإعلام بخصوص الباس البنات الصغيرات الحجاب أن فرض الحجاب على البنات في سن الطفولة غير مطلوب شرعا و إن كانت غاية الباس البنات الحجاب تحبيبه اليهن فإن ذلك لا يجب ان يكون بصفة الزامية ومستمرّة لأن فيه مصادرة لحق الطفلة في أن تعيش طفولتها وتتمتع بحريتها قبل ان تعتبر في شريعة الإسلام مكلّفة لذلك فإن الباس القاصرات الحجاب غير واجب شرعا . – ما موقفكم من النقاب ؟ كنت في مرات متلاحقة بينت للرأي العام أن الموقف الفقهي واضح في أن النقاب ليس فريضة دينية ولا سنة ثابتة . بل ذهبت الى أكثر من ذلك وقلت أن النقاب إذا اتخذ ذريعة للإرهاب فيجوز منعه حفاظا على الأمن العام للتونسيين . —— بماذا يمكن ان تساهم مؤسسة الافتاء في معاضدة المجهود الوطني في الحرب على الإرهاب؟ مؤسسة الإفتاء ثابتة في مواقفها في الدفاع عن تونس وشعبها بكل ما أوتيت من الوسائل على قلتها ، وفتاويها مبنية على منهج علمي وفقهي واضح يستند الى قواعد تشريعية لا تشوبها شائبة ، وهي مستقلة عن كل مؤثر خارجي أو وافد غريب عن كل ما هو تونسي في تراثه . وذلك من فخرنا واعتزازنا ونراه في صميم الأمانة التي نتحملها . كم بلغ عدد الأجانب الذين دخلوا الاسلام اليوم؟ عدد الأجانب من معتنقي الإسلام ببلادنا بلغ إلى حدود 750 معتنق من مختلف الجنسيات تقريبا في انتظار اتمام الإحصائيات السنوية التي يقوم بها ديوان الافتاء.