أريانة ( وات) شكلت "المنظومة الغابية والتنمية البشرية المستديمة " محور يوم دراسي انتظم يوم الثلاثاء بمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة. وخصص اللقاء لتدارس جملة من المسائل المتعلقة بالتصرف الرشيد فى الغابات لضمان ديمومة وتجدد المخزون الطبيعي من جهة والتفكير فى السبل الكفيلة بتحقيق تنمية بشرية مستديمة لسكان الغابات عبر ارساء تنمية عادلة تاخذ فى الاعتبار حق الاجيال القادمة فى بيئة سليمة من جهة اخرى. ويقتضى تجسيم هذا التوجه وضع مقاربة للتصرف الرشيد فى الغابات ترتكز على مبدا التهيئة المندمجة للغابات واعطاء الاولوية لمشاغل متساكني هذه المناطق الذين يجب تشريكهم فى تنمية الغابات والاستفادة بصفة مباشرة او غير مباشرة من الفضاءات الغابية. وابرز السيد سالم حمدي كاتب الدولة المكلف بالبيئة بالمناسبة أهمية تشخيص مختلف الجوانب المتعلقة بحسن التصرف في الموارد الطبيعية لتكون في خدمة المواطن أينما كان وتمكينه من أسباب الرفاه ومقومات العيش الكريم باستغلال الطاقات المجددة والمستدامة. وأضاف أن الثروة الغابية تعد منطلقا مهما لإثراء التنوع البيولوجي والبيئي من خلال تعميق البحوث والدراسات لتعزيز التوازن البشري وتحسين المردودية الاقتصادية والاجتماعية عبر إرساء برامج واليات تساعد على الرفع من القدرات الذاتية لكافة المناطق لاسيما الغابية منها واستقطاب المشاريع والاستثمارات وتوفير فرص الشغل كخطوة أولى في اتجاه تعزيز الاقتصاد الأخضر ودون الإخلال بالمنظومات الطبيعية. وأكد في هذا الصدد على الدور المحوري للجمعيات والمنظمات البيئية في حماية المنظومة الغابية وحسن استغلالها بما يخدم تطلعات المواطن والأجيال القادمة في بيئة سليمة ومستديمة. وبعد ان اشار إلى التمشي القائم لتحقيق أهداف التنمية البشرية بالاعتماد على المعايير الدولية المعمول بها في مجال تثمين الموارد الطبيعية وترشيدها جدد التزام تونس بالمحافظة على البيئة كخيار استراتيجي لتحقيق التوازن بين الفئات والجهات وتعزيز مقومات التنمية الاقتصادية ودعم التشغيل والتقليص قدر الإمكان من تدهور الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي ومجابهة انعكاسات التغيرات المناخية ومقاومة التصحر إيمانا منها بحق الشعوب في التنمية والكرامة. وقد تضمن برنامج اليوم الدارسي مداخلات حول "التقييم الاقتصادي للخدمات البيئية فى الغابات بين المقاربات الدولية والاهداف الوطنية" و"التصرف التشاركي فى الغابات والتشجيعات المتوفرة فى مجال الاستثمار فى الموارد الغابية" و"موءشرات التنمية البشرية المستديمة فى الوسط الريفي وخصوصيات الغابات".