بن قردان / مدنين (وات)- تطور اعتصام المعطلين عن العمل بمعتمدية بن قردان ليأخذ شكل إضراب عام شمل يوم الجمعة كل القطاعات باستثناء المستشفي الجهوي ببن قردان . وقد شل هذا الإضراب الحركة الاقتصادية والتجارية بالمدينة حيث أغلقت كل المتاجر والمخابز وانقطعت كل أشكال الحياة في مشهد لم تألفه بن قردان التي تزدهر بها بحكم موقعها الجغرافي الحدودي الحركة التجارية سواء بالسوق المغاربية او سوق الزكرة فضلا عما تشهده من كثافة في المبادلات التجارية خاصة في اتجاه القطر الليبي. وانتظمت في ذات الإطار مسيرة سلمية حاشدة بساحة الاستقلال اتجهت لاحقا نحو طريق رأس جدير بمشاركة آلاف المواطنين الذين طالبوا خاصة بالقطع مع سياسة التهميش والإقصاء وإرساء تنمية عادلة وتوفير الشغل وتحسين ظروف العيش وتلبية حاجياتهم من المواد الاستهلاكية التي أصبحت مفقودة في الأسواق، منددين بالانفلات الأمني الذي تعيشه المنطقة. ودعا المحتجون الحكومة المؤقتة الى الاضطلاع بدورها الرئيسي في إرساء مقومات التنمية بالمنطقة على اعتبار ان التجارة لم تعد توفر فرصا آمنة للتشغيل، مشددين على الحاجة الى إحداث وحدات صناعية مشغلة ومؤسسات ذات قدرة تشغيلية كبرى توفر لشباب بن قردان الظروف المثلى للحياة الكريمة. وهدد المعتصمون الذين يواصلون تحركاتهم الاحتجاجية منذ أكثر من شهر بغلق مدينة بن قردان وقطع الحياة الاقتصادية بها مدة أسبوع وطرد المنظمات المهتمة بشؤون اللاجئين اذا لم تلبى مطالبهم المتعلقة أساسا بالتشغيل والتنمية . ويشار الى ان الوضع الراهن بليبيا ومنذ اندلاع الازمة فرض على تجار بن قردان واقعا جديدا اضطرههم الى الاعتماد على بيع المواد الغذائية بالاساس والسلع التي تلقى اقبالا من الليبيين. وتلوح في الأفق بحسب المطلعين على الوضع الاقتصادي بالجهة ملامح ازمة واضحة ستنعكس سلبا على التجار الذين لم تعد الظروف الامنية تسمح لهم بتعاطي التجارة خصوصا مع الجاتب الليبي وهو ما افقد أسواق المدينة المختلفة مكانتها كمزود رئيسي لكل الأسواق التونسية من السلع المستوردة كالملابس والمفروشات والاغطية وغيرها.