تونس (وات)- مثل موضوع : "دور الكفاءات التونسية بالخارج في دعم التنمية الوطنية بعد الثورة " محور الندوة الوطنية التي نظمها يوم السبت ديوان التونسيين بالخارج بالعاصمة تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية. ومن بين أهداف هذه الندوة رصد اهتمامات وتصورات الكفاءات التونسية في الخارج في ما يتعلق بدعم الاستثمار في تونس وفي تحقيق التنمية الجهوية المتوازنة. كما تهدف هذه الندوة إلى وضع إطار تنظيمي لاستقطاب هذه الكفاءات وإشراكها في الحياة الوطنية إلى جانب السعي الى رسم خطة اتصالية بين الكفاءات التونسية بالخارج من جهة وبين الأطراف التنموية بتونس من جهة أخرى. وتخللت هذه الندوة أربع ورشات تناولت المحاور التالية: * الإطار التنظيمي والخطة الاتصالية بين الهياكل العمومية التونسية وتنظيمات الجالية. * الكفاءات التونيسية بالخارج ودورها في استخدام اليد العاملة. * دور الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج في دعم الاستثمار والشراكة والتنمية في الجهات الداخلية. * دور الكفاءات التونسية بالخارج في دعم البحث العلمي ونقل التكنولوجيا والتجديد. وتركزت النقاشات ضمن هذه الورشات على تعميق التفكير حول الإشكاليات والأسئلة الملحة المطروحة أمام المشاركة الفاعلة للكفاءات التونسية المقيمة بالخارج في بناء تونس المستقبل. وتتمحور هذه الإشكاليات والأسئلة حول الأطر التنظيمية الناجعة والخطة الاتصالية العملية التي يمكن اعتمادها لتيسير مساهمة هذه الكفاءات في التنمية والعراقيل الموضوعية التي تحول دون ذلك والإجراءات والآليات والحوافز المطلوب توفيرها من طرف السلطات التونسية للاستفادة بشكل أفضل من هذه الخبرات والقدرات على المستوى الوطني. وحول أوجه المساهمة التي يمكن ان تقدمها الكفاءات التونسية بالخارج في بناء مستقبل تونس قال السيد طارق بن هيبة رئيس فيدرالية التونسيين من اجل المواطنة في الضفتين لمندوبة (وات) ان "ملتقى الهجرة التونسية" الذي بعث بعد ثورة تونس ويضم 60 جمعية من كندا وبلجيكيا وسويسرا وايطاليا وفرنسا وتونس حضر اليوم هذه الندوة محملا بمجموعة من الاقتراحات. وبين ان :"بناء مستقبل تونس لن يكون ظرفيا بل يتطلب سنوات من العمل والجهود المتواصلة تنطلق بارساء حرية التعبير وإبداء الرأي" مشيرا إلى ان له "عدة مقترحات سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية". وقال انه سيتم العمل على توظيف العلاقات الجيدة والمتينة التي تربط الكفاءات المهاجرة بالنسيج الجمعياتي والقوى السياسية الوطنية والجهوية والمحلية في بلدان الإقامة لدعم مختلف أوجه التنمية في تونس. وشدد طارق بن هيبة على ان احد أهم مطالب "ملتقى الهجرة التونسية" هو ضرورة تمثيل المهاجرين ضمن هيئة عليا تجمع كل الهياكل والمنظمات الناشطة في مجال الهجرة. وكان وزير الشؤون الاجتماعية السيد محمد الناصر قد دعا لدى افتتاحه اشغال هذه الندوة كافة المهاجرين التونسيين وفي مقدمتهم الكفاءات الوطنية بالخارج الى التضامن والتكاتف بين جميع أبناء تونس في الداخل وفي الخارج والمساهمة في تأسيس مرحلة جديدة من تاريخ البلاد بمشاركة كل التونسيين. ويشار الى ان عدد الكفاءات التونسية بالخارج قدر سنة 2010 حسب وزارة الشؤون الخارجية ب60 الف كفاءة في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية. الا ان الواقع يبرز محدودية مشاركة هذه الكفاءات في التنمية الوطنية وخاصة على مستوى عديد القطاعات الهامة كنقل التكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي واستخدام اليد العاملة بالخارج والاستثمار والتنمية الجهوية.