تونس (وات)- تختلف الآراء وتتباين المواقف وتتعدد الطرق حول كيفية التصرف في ميزانية العائلة التونسية خاصة خلال بعض المناسبات التي يرتفع فيها الاستهلاك وتكثر المصاريف ولا سيما منها شهر رمضان. ويرى البعض في إحياء عاداتنا التونسية على غرار"العولة" الحل الأمثل للضغط على التكاليف فيما يلجا البعض الآخر إلى التداين من البنوك والأقارب او حتى تقاسم أعباء المصاريف مع عائلة احد الزوجين. وعبر كل الأشخاص الذين رصدت وكالة تونس إفريقيا للأنباء آراءهم حول الموضوع عن استيائهم من ارتفاع الأسعار. وقالت نبيلة العربي ربة بيت من حي الباهي الادغم ببرج الوزير (اريانة) "لم اعد قادرة على مجابهة متطلبات الحياة وتوفير المستلزمات الاستهلاكية في ظل الارتفاع المشط للأسعار" وأضافت انها تلجأ إلى الطرق التقليدية لإعداد "العولة" من توابل وكسكسي وبرغل وزيت وبقول وغيرها مع الاكتفاء في بعض الأحيان بوجبات تتكون أساسا من الخضروات". واعتبرت جراية زوجها غير كافية لمسايرة متطلبات العائلة والوضع الاقتصادي الجديد. واعترف حافظ زروق، موظف بإحدى الإدارات باريانة وأب لأربعة أطفال, "بعجزه الكلي" عن توفير مستلزمات العائلة خلال هذه الفترة التي تتلاحق فيها المناسبات. وذكر انه يلجا إلى التداين من الأصحاب والتدخل لدى البنك الذي يتعامل معه لتمكينه من تسهيلات ومبالغ تتجاوز راتبه الشهري. وأكدت روضة داود, وهي أستاذة وأم لطفلين, ضرورة ترشيد الاستهلاك لمجابهة متطلبات الحياة, مشيرة إلى أن كثرة الإنفاق ستؤدي حتما إلى العجز والتداين وهو أمر مرفوض تماما بالنسبة إليها. وتقوم روضة بتحديد سقف للإنفاق وتتعاون مع زوجها الموظف لحصر الأولويات التي عادة ما تكون لفائدة الأطفال وادخار بعض المال استعدادا للعودة المدرسية. ولم تخف هناء العياري (28 سنة) عزباء وتعمل بورشة لصنع الملابس الجاهزة بقصر سعيد (منوبة) الصعوبات المادية التي تواجه عائلتها قائلة "ان جراية التقاعد التي يحصل عليها والدي لا تكفي لتغطية المصاريف اليومية الأمر الذي جعلني أتقاسم هذه النفقات مع أخي (عامل يومي) خاصة خلال شهر رمضان". وأوضحت أن الاصطياف وقضاء عطلة خارج العاصمة يعتبر حلما صعب المنال بالنسبة إلى عائلتها التي يبقى همها الوحيد تغطية المصاريف اليومية وتكاليف العودة المدرسية لأخيها". وأكدت على أهمية أن يقصد المرء الأسواق التي تتوفر فيها أسعار تتماشى مع المقدرة الشرائية للمواطن مشيرة إلى ان "أمها تتزود من سوق الحلفاوين التي تعتبر الأسعار فيه مقبولة مقارنة بسوق منوبة". وقالت السيدة حنان بسيبسة (26 سنة) متزوجة وتعمل بنفس الورشة انه رغم الأموال التي تدخرها استعدادا لشهر رمضان فإنها تضطر في اغلب الأحيان إلى الحصول على تسبقة على الأجر. وأشارت إلى أنها تستعمل راتبها الشهري في تغطية الحاجيات اليومية لأسرتها وتدخر الأموال التي يجنيها زوجها من عمله في "الدهانة" لتغطية مصاريف فصل الشتاء. وأكدت السيدة سماح صالحي 38 سنة صاحبة مشروع للملابس الجاهزة بقصر السعيد أنها اختارت أن تتقاسم المصاريف مع عائلة زوجها خلال شهر رمضان معتبرة أن العيش وسط عائلة موسعة هو الحل الوحيد الذي يمكن من الاستجابة لمتطلبات العيش خاصة في الوقت الراهن الذي يتسم بارتفاع الأسعار. وقالت "أنها اختارت التزود من سوق "التضامن" لان الأسعار فيه أقل من الأسعار المعروضة في الأسواق المجاورة". وقد خيرت السيدة آسيا بن رمضان (28 سنة) متزوجة وأم لثلاثة أطفال العودة إلى أحضان عائلتها قائلة "اقضي حاليا شهر رمضان بين أفراد عائلتي وأتقاسم أعباء المصاريف مع إخوتي. ورغم ذلك فانا لا أتمكن من تلبية كل النفقات خاصة خلال هذه الفترة التي تتوالي فيها المناسبات".