تونس (وات)- شجب الاتحاد العام التونسي للشغل بشدة "التدخل العنيف" لقوات الأمن وما أبدته من "تعسف" حيال المشاركين في المسيرة التي نظمها أمس الاثنين الاتحاد للمطالبة بقضاء عادل والتعجيل بمحاكمة رموز الفساد وتفعيل العفو التشريعي العام. ودعا المولدي الجندوبي الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن الدواوين والمنشات العمومية، في ندوة صحفية انعقدت يوم الثلاثاء بمقر الاتحاد بالعاصمة، الحكومة المؤقتة الى ترشيد تدخل عناصر الامن في مثل هذه الحالات والابتعاد عن تعنيف المتظاهرين وضمان حق المواطن في التعبير السلمي عن مواقفه وارائه ملاحظا أن المسيرة السلمية "كانت ناجحة بكل المقاييس" وان "العنف الذي تم استعماله أمس ضد المتظاهرين لا مبرر له". وقد خصصت الندوة الصحفية لاستعراض نشاط الاتحاد خلال الفترة ما بعد ثورة 14 جانفي وأهم الملفات الاجتماعية التي تم حلها حيث أبرز المولدي الجندوبي توفق المنظمة الشغيلة الى تسوية وضعية الالاف من عمال المناولة وترسيمهم باستثناء العاملين لفائدة بعض المؤسسات العمومية التي أبدت مماطلة في تسوية الوضعيات، على غرار اتصالات تونس. كما ذكر بدور الاتحاد في اعادة توحيد مختلف فروع شركة الخطوط التونسية وفي معالجة ملف الفساد داخل شركة اتصالات تونس بانهاء الحاق 36 اطارا متعاقدا معها يتقاضون أجورا جد مرتفعة. وأشار إلى أهمية الجهود التي بذلها الاتحاد خلال المفاوضات الاجتماعية من أجل ارساء حوار مسؤول بين مختلف الاطراف والتوصل الى الاتفاق يقضي بالترفيع في الاجور لمدة سنة مبرزا تمسك المنظمة الشغيلة بالسهر على حماية الثورة وتحقيق اهدافها وملاحقة رموز. الفساد ومواجهة قوى الارتداد. وفي رده على اسئلة تعلقت بموقف الاتحاد من التعددية النقابية أوضح الامين العام المساعد للمنظمة الشغيلة ان الاتحاد يرحب بهذه التعددية معتبرا أن مختلف تحركات المنظمات النقابية الجديدة انما هي محاولات لاثبات الذات والتحسيس بوجودها على الساحة. واجابة عن سؤال حول تطهير المنظمة الشغيلة من الفساد، أكد الجندوبي ان الاتحاد أدخل منذ مؤتمر جربة ديناميكية جديدة في التصرف المالي من أهمها اعتماد التدقيق المالي لمراقبة الحسابات مشيرا الى انه انضاف الى منظوري المنظمة الشغيلة بعد الثورة ما بين 100 و120 الف منخرط جديد. ويشار الى أن مجموعة من شباب المنظمة الشغيلة وعدد من الاحزاب والجمعيات، نظموا صباح اليوم أمام مقر الاتحاد بساحة محمد على وقفة احتجاجية رفعوا خلالها لافتات تنادي بالقطع مع الماضي وكافة رموزه ومحاسبة من ثبت تورطهم مع النظام السابق والانتصار للثورة. وعلى مسافة ليست ببعيدة، تمركزت قوات الامن تراقب الوضع. كما لوحظت في شارع الحبيب بورقيبة تعزيزات امنية لافتة تحسبا لاي تحركات جماهيرية يمكن ان تطال هذا الشارع الرئيسي بالعاصمة.