بنغازي (ريبورتاج فاطمة زريق) - هوى نظام معمر القذافي لكن عدم العثور عليه جعل من فرحة الشعب الليبي بالنصر والتحرير فرحة منقوصة. وبدت أمس بنغازي في فترة الظهيرة هادئة تترقب في صمت اللحظة الحاسمة للثورة. في مقابل ذلك كان الحراك السياسي على مستوى مقر المجلس الانتقالي كثيفا حيث استقبل رئيس المجلس وفودا رسمية وإعلامية. واعتلى علم الثورة كعلامة للنصر أسطح كل البيوت تقريبا كما رفع فوق المقرات الرسمية عوضا عن العلم الأخضر. ويشير البعض من أهالي بنغازي بالطريق العام على السيارات المارة بعلامة النصر. وكتبت على الجدران شعارات مناهضة للقذافي ولنظامه وأخرى تنادي بالحرية والمجد للشعب الليبي. كما رسمت صور كاريكاتورية ساخرة للقذافي على طول جدران بنايات مطلة على الشارع الرئيسي للمدينة. وكان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي صرح أمس بأن الثورة لم تصل مراحلها النهائية بعد معتبرا ان نظام القذافي لن ينتهي إلا بعد القبض عليه حيا أو ميتا. ودعم المجلس الانتقالي الليبي مقترح نادي رجال الاعمال الذي عرض مبلغا بمليوني دينار ليبي (واحد فاصل 7 مليون دولار أمريكي) للقبض على القذافي. ويمكن في تقدير مصطفى عبد الجليل أن يتجه القذافي المطلوب لدى محكمة العدل الدولية إلى بلد مجاور في حال الفرار من التراب الليبي وبرر رئيس المجلس ذلك في تصريح ل//وات// بكون الطرقات شرقا غير سالكة في ما تبدو تونس وجهة مستحيلة طالما أنها أبرمت اتفاقية روما. هذا ولازالت المناطق المتاخمة للمعبر الحدودي رأس الجدير خارج السيطرة بشكل كامل. ويدخل اعضاء المجلس الانتقالي الى طرابلس حالما يتوفر الحد الأدنى للأمان وفقا لعبد الجليل الذي أكد على صعيد آخر أن المجلس يبعث بتطمينات إلى أهالي سرت وأهالي بن وليد بأن الثوار قادمون لرفع الحصار ورفع الطوق عنهم وليس لاذائهم كما يدعي القذافي والموالون له. ويتنبأ مصطفى عبد الجليل بمستقبل زاهر للبلاد لكنه يرى أن البناء سيكون بأيدي الشعب الليبي المتعطش إلى الديمقراطية والحرية. وكانت الإذاعة الليبية تبث منذ صباح الاربعاء وإلى حدود الظهر برنامجا حواريا حول الوضع في ليبيا استقت فيه آراء المستمعين حيث اعتبر المواطن الليبي يوسف مهدي بأن الانتقال الديمقراطي سيكون أمرا صعبا على الشعب الليبي الذي ظل صوته مغيبا طوال 40 سنة. ولاحظت مريم وهي تونسية الجنسية ان المعركة الحقيقية للشعب الليبي تتمثل في إنجاح الانتقال الديمقراطي والابتعاد عن لغة القصاص وتعداد أخطاء المجلس الانتقالي وتحليل الوقائع التاريخية بترو وبأكثر عمق وواقعية . وفي المقابل اعتبر المواطن السوري عبد الله في اتصال بهذه الاذاعة من بريطانيا أن المجلس الانتقالي يرتكب ما وصفه بالأخطاء الاستراتيجية في إشارة إلى الإعلان عن اعتقال سيف الإسلام قائلا "يجب الاستفادة من الأخطاء ليتجنب الشعب الليبي سقوط المزيد من الضحايا". وشرعت ليبيا في هذه المرحلة الانتقالية معتمدة على وثيقة دستورية مؤقتة. وأوضح رئيس المجلس الانتقالي في هذا الصدد أنه سيتم الإعداد لدستور ليبيا وعرضه لاحقا على الاستفتاء الشعبي بما يعكس الإرادة الحقيقية للشعب الليبي.