تونس (وات،تحرير ايمان بحرون)- يعد"المركز الوطني للسينما والصورة" ،الذي تمت المصادقة عليه مؤخرا وشكل محورا رئيسيا للقاء رئيس الجمهورية المؤقت السيد فؤاد المبزع بعدد من السينمائيين الممثلين لمختلف حساسيات القطاع، مكسبا ثقافيا لتونس ما بعد ثورة 14 جانفي نادى به أهل السينما والصورة منذ السبعينات. ويوجد شبيه لهذا المركز في عديد البلدان الأوروبية وبعض البلدان العربية من بينها مصر. وينص المرسوم الذي سيصدر في الرائد الرسمي للبلاد التونسية في الأيام القليلة القادمة على أن المركز، مؤسسة عمومية لا تكتسي صبغة إدارية تتمتع بالشخصية القانونية والاستقلال المالي وتخضع لإشراف الوزارة المكلفة بالثقافة. ويخضع المركز، الذي من المنتظر أن يمثل دعامة رئيسية من دعائم الصناعة السينمائية، إلى التشريع التجاري. وتتمثل مهامه في إعداد وتنفيذ السياسات العمومية في مجالات السينما والصورة المتحركة وتنمية الصناعة السينمائية وذلك خاصة فيما يتعلق بتنظيم هذه الميادين وتعديلها وهيكلتها ووضع التراتيب الخاصة بها. كما سيعمل هذا الهيكل ،الذي عين مقره بتونس العاصمة واحوازها،على المساهمة في الدعم وخاصة منه المالي للإبداع والإنتاج والتوزيع والنشر والنهوض بالمصنفات السينمائية أساسا وعند الإمكان المصنفات السمعية البصرية ومصنفات الفيديوغرام ومتعددة الوسائط. وتعهد للمركز أيضا مهمة النهوض بتنوع أشكال التعبير ونشر المصنفات السينمائية والسمعية البصرية ومتعددة الوسائط وخاصة تثمين قدرتها على الاندماج في الحداثة باعتبارها أشكال تعبير تقوم على الإبداع والانفتاح. وسيقوم المركز الوطني للسينما والصورة في إطار المهام الموكولة إليه بدراسة واقتراح برامج ومشاريع الإصلاح وكل أجراء ذى طابع تشريعى أو ترتيبي يهم المصنفات السينمائية والسمعية البصرية ومتعددة الوسائط ومصنفات الفيديو وخاصة اقتراح أشكال جديدة لتمويل هذه القطاعات وإحداث سجل عمومي يسهم في تأمين الإشهار وحماية الحقوق المتعلقة بالمصنفات السينمائية والسمعية البصرية. وستكون جوانب التكوين والتقييم ووضع البرامج المتعلقة بالقطاع ضمن برامج عمل هذا الهيكل المحدث ،إلى جانب تسليم البطاقة المهنية في الميدان السينمائي والتراخيص الأخرى المتصلة بمهن السينما ومن بينها تراخيص التصوير وتأشيرات استغلال الأفلام وهي مهام كانت موكولة للوزارة نفسها. كما سيعمل القائمون عليه على الاهتمام بالإنتاج والتوزيع والاستغلال والنشر للأفلام السينمائية وغيرها من الانتاجات السمعية البصرية ومتعددة الوسائط والتصرف في هذه البرامج و كذلك تنمية الصناعات السينمائية. وتعهد لهذا الهيكل مهمة مراقبة مداخيل استغلال المصنفات السينمائية والسمعية البصرية المحققة من قبل مستغلي مؤسسات العروض السينمائية وناشري ومروجي مصنفات الفيديو غرام المعدة للاستعمال الخاص من قبل العموم و ذلك بالتنسيق مع الهياكل المعنية. كما تعهد له مهمة جمع التراث السينمائي وحفظه وترميمه وتثمينه وإنشاء مكتبة سينمائية وطنية والتصرف فيها إلى جانب المساهمة في التصدي لتقليد المصنفات السينمائية والسمعية البصرية والمصنفات متعددة الوسائط بالتعاون والتنسيق مع الهياكل المعنية. ويدعو السينمائيون الذين أعربوا عن سرورهم بتجسيد هذا الحلم الذي يرون فيه سبيلا للنهوض بالصناعة السينمائية في تونس وتطوير مجال الصورة وتنظيمه،إلى إحداث هيئة منتخبة من أهل القطاع تشرف على تسيير المركز ضمانا لنجاحه في تنفيذ المهام الموكولة إليه.