تونس (وات)- عقدت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين "الطيب المحسني" صباح يوم الاربعاء بتونس العاصمة، ندوة صحفية خصصت لعرض آخر تطورات مساعي توحيد الصفوف ولم الشمل داخل الحركة التي تعيش حالة انقسام منذ 14 جانفي، إلى جانب استعراض الوضع العام بالبلاد خلال الفترة الراهنة. وقال رئيس الحركة محمد علي خلف الله أن "ح د ش" تبقى "أكبر وأعرق من الأشخاص، بنضالاتها التاريخية ورموزها"، مؤكدا أن الوريث الشرعي للحركة هو "كل من ناضل في صفوفها وآمن بثوابتها وتربى على مبادئها وأدبياتها". وذكر بمختلف الظروف التي مرت بها الحركة بعد 14 جانفي وحالة الانقسام التي تعيشها منذ ذلك التاريخ، "بسبب تصلب المواقف وتمسك كل شق بأحقيته في قيادة الحركة، رغم المساعي العديدة للم الشمل وتوحيد الصفوف". وأضاف خلف الله "نحن مع المساءلة والمحاسبة والنقد الذاتي والمراجعة أيضا، لكن يجب علينا كحزب ديمقراطي أن نراعي النواميس والظروف الجديدة التي فرضتها الثورة وأن نسعى إلى رص الصفوف وإعادة تنظيمها لضمان المساهمة الفاعلة في مسار تونسالجديدة". وقال "أمضيت أربعة أشهر في إقناع أحمد الخصخوصي لاستيعاب مقتضيات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ تونس وما تستوجبه من مواقف قوية وموحدة تعزز حضور الحركة على الساحة السياسية الوطنية، لكن دون جدوى مما أجبرنا على الترشح لانتخابات المجلس التأسيسي منقسمين إلى شقين". وأكد رئيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين أنه سيواصل الجهود الرامية إلى توحيد الصفوف والتقريب بين مختلف وجهات النظر صلبها، مشيرا إلى أن الاختلاف الذي تعيشه "ح د ش" الآن هو مؤشر جيد وعلامة صحية في إثراء المشهد السياسي الحالي وأن الأهم يبقى "وجود الحركة على الساحة السياسية". ودعا محمد علي خلف الله إلى ضرورة إحداث "محكمة خاصة" تبت في النزاعات بين الأحزاب عبر إجراءات مرنة وفي أجال معقولة مثلما هو معمول به في عديد البلدان. وبخصوص الوضع العام بالبلاد، قال رئيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين إن المرحلة الانتقالية ستدوم على الأقل خمس سنوات ينتهي الفصل الأول منها يوم 23 أكتوبر المقبل "موعد انتخابات المجلس التأسيسي"، مؤكدا في هذا الصدد: "نحن ضد كل من يسرب احتمال تأخير هذا الموعد بل نعتبره معاديا للثورة". وبين أنه ليس من المنطقي الحد من صلاحيات المجلس الوطني التأسيسي، باعتباره أول سلطة شرعية منتخبة ستفرزها صناديق الاقتراع، معتبرا أن إجراء استفتاء في هذا الوقت من شأنه أن "يربك المواطن والرأي العام ويتسبب في إشكاليات نحن في غنى عنها". يذكر أن القائمات الانتخابية لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين "شق الطيب المحسني" تحصلت إلى حد الاربعاء على 15 وصلا نهائيا.