تونس (وات)- أصدرت وحدة رصد وسائل الاعلام التابعة للهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم الجمعة تقريرها الاول عن المشهد الاعلامي الوطني في اطار المسار التاريخي الذي تعيشه البلاد التونسية والمتمثل في انتخابات المجلس الوطني التاسيسي. ويتضمن هذا التقرير الذي يحتوي على ملاحظات ومعاينات وحدة مراقبة وسائل الاعلام الخاصة بشهر سبتمبر 2011 ، اربعة اجزاء يتصدرها مدخل عام يتضمن تقديما لعملية الرصد والمتابعة التي تقوم بها الوحدة بالاضافة الى المنهجية المتبعة وتلخيص النتائج. وتوصلت وحدة مراقبة وسائل الاعلام بعد شهر من الرصد والمتابعة، وفقا لما تضمنه تقريرها الاول الى ان تغطية الصحف اليومية للفاعلين السياسيين لم تكن منصفة غير انها كانت محايدة بنسبة 87 بالمائة وذلك باالاعتماد على دراسة سياق المقالات التي تم رصدها. وقد لاحظت هذه الوحدة ان ثلاثة احزاب من بين اكثر من مائة حزب وهي الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة النهضة والتكتل الديمقرطي من اجل العمل والحريات وقائمة مستقلة وحيدة /طريق السلامة/، تحصلوا لوحدهم على اكثر من 10 بالمائة من المساحة المخصصة للفاعلين السياسيين. كما تم رصد عدم توازن من منظور النوع الاجتماعي اذ خصصت الصحف 4 بالمائة فقط من مساحتها للفاعلات السياسيات. وتوصلت الهيئة ايضا الى ان هذه التغطية الصحفية اتسمت بالمركزية اذ واكبت نشاط الفاعلين السياسيين في العاصمة بالاساس. وسجل الشهر الاول تفاوتا في التغطية الاذاعية اذ اشار التقرير الى ان الاذاعات العمومية والخاصة كانت غير منصفة في توزيع زمن الكلام وزمن البث بين الفاعلين السياسيين. كما لاحظت الوحدة ان سياق التغطية الاذاعية، والتي ركزت على مواكبة نشاط الفاعلين السياسيين في العاصمة، كان محايدا في مجمله مع ارتفاع نسبة السياق الايجابي في الاذاعة الوطنية مقارنة باذاعة الشباب واذاعة /موزاييك ف.م/ بالاضافة الى عدم انصاف التغطية الاذاعية من منظور النوع الاجتماعي اذ خصصت 10 بالمائة فقط من زمن البث والكلام للفاعلات السياسيات. أما القنوات التلفزيونية فقد التزمت حسب التقرير بالحياد في تغطيتها لنشاط الفاعلين السياسيين عموما ولكنها" لم تكن إجمالا منصفة في توزيع أزمنة البث والكلام عليهم " إذ خصصت القناة الوطنية الأولى أعلى نسبة من التغطية ل/ التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات/، أما قناة نسمة فقد خصصت أعلى نسبة من تغطيتها ل /الحزب الديمقراطي التقدمي/ في حين استاثرت حركة النهضة بنصيب الاسد من تغطية قناة حنبعل. ويفيد التقرير ان القناة الوطنية الثانية هي "الوحيدة التي توفرت فيها عناصر التوازن بين الفاعلين السياسيين" مضيفا أن "التغطية التلفزيونية تبقى ذكورية بامتياز مع ضعف نسب أزمنة البث والكلام التي تحصلت عليها الفاعلات السياسيات". وشملت عملية الرصد المؤسسات الاعلامية العمومية بالاساس /صحيفتا لابريس والصحافة والقنوات التلفزيونية العمومية الوطنية1 والوطنية 2 والمحطات الاذاعية العمومية/الاذاعة الوطنية واذاعة الشباب/. كما شملت عملية الرصد ايضا الصحف اليومية الخاصة وهما صحيفتا الشروق والصباح على اعتبار انهما تحتلان المرتبة الاولى والثانية في مبيعات الصحف اليومية/. كما شملت هذه العملية القنوات التلفزيونية الخاصة/ نسمة وحنبعل/ والمحطة الاذاعية الخاصة /موزاييك ف .م/ . وقد حللت الوحدة 218 ساعة بث اذاعي وتلفزيوني. وتعتزم وحدة مراقبة وسائل الاعلام نشر تقارير شهرية على غرار تقرير شهر سبتمبر، وهو ما قد يساهم في اعطاء فكرة واضحة للمتابعين والمهتمين عن المشهد الاعلامي في هذه الفترة المفصلية من تاريخ تونس.