تونس (وات) - نبه مراقبون إلى أن أغلب مستعملي شبكة التواصل الاجتماعي (فايسبوك) في تونس "حادوا" عن أهداف ثورة 14 جانفي 2011 التي قامت من أجل الحرية والكرامة والتشغيل والعدالة الاجتماعية لينخرطوا في "الدعاية الحزبية" و"الصراعات السياسية". ولاحظ مشاركون، يوم الاثنين، في افتتاح ملتقى بعنوان "حوار بين المدونين" أن الفايسبوك تحول في تونس إلى منبر للدعاية الحزبية وأداة للتراشق بالاتهامات والشتائم بين أصحاب الآراء والمصالح المختلفة، وقناة لنشر الشائعات والأخبار الزائفة بعد أن كان "ذراعا إعلامية للثورة" التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ويعتبر الفايسبوك الأكثر استعمالا في تونس من بين شبكات التواصل الاجتماعي (تويتر، غوغل بلوس، يوتيوب..) إذ يبلغ عدد المشتركين فيه مليونين و738 ألفا بحسب أحدث المعطيات المنشورة على موقع احصائيات "تشاك فايسبوك" التابع لهذه الشبكة. وقال المدون سامي بن غربية، (أحد مؤسسي الموقع الالكتروني التونسي "نواة")، إن شبكة الفايسبوك تعيش اليوم "حربا بين المحافظين والعلمانيين" و"صراعات سياسوية" وأن تونسيين مختلفين في الرأي والقناعات أصبحوا "يمزقون بعضهم البعض على الانترنت" واصفا الدعاية السياسية والحزبية على هذه الشبكة بأنها "كارثة". وحذر المدون فراس الكافي من ظاهرة "التكفير التي انتشرت على شبكة الفايسبوك" والتي قال إنها تطال بالخصوص المدافعين عن العلمانية واللائكية. وأضاف أن الشباب التونسي "الذي تنقصه الثقافة السياسية يتقبل أحيانا المضامين الفايسبوكية المتطرفة كمسلمات" على حد تعبيره. وقالت الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين إن "أعداء الحرية أصبحوا يستعملون بدورهم الفضاء التدويني والانترنت لنشر المعلومات الخاطئة" وأن الشبكة أصبحت مرتعا "للانحراف التدويني" مشيرة إلى أنه يتعين توعية مستعملي الانترنت بهذه الأمور. وتنظم "أكاديمية دويتشه فيله" الألمانية وموقع "نواة" و"راديو كلمة" التونسيان ملتقى "حوار بين المدونين" من 28 إلى 30 نوفمبر 2011 بالعاصمة تونس. ويبحث الملتقى الذي يشارك فيه مدونون من دول عربية وغربية مواضيع تتعلق بالخصوص ب "أخلاقيات شبكات التواصل الاجتماعي" و"طرق تمويل المدونات" و"فضاء التدوين في المغرب العربي والمانيا".
