سيدي بوزيد (وات) - اختتمت يوم السبت بسيدي بوزيد أشغال المنتدى حول واقع وآفاق التنمية في ولاية سيدي بوزيد الذي نظمته مؤسسة سيدي بوزيد للتنمية الجهوية في إطار إحياء الذكرى الأولى لانطلاق شرارة ثورة الشعب التونسي. وأشرف على الجلسة الختامية للمنتدى كل من رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الحكومة المؤقتة الجديد حمادي الجبالي وفي كلمته بالمناسبة أكد رئيس الجمهورية المؤقت أن النظام السياسي الجديد في تونس القائم على النزاهة والإخلاص واحترام الشعب سيكون في خدمة أبناء سيدي بوزيد وكافة التونسيين . ملاحظا أن الشعب التونسي "سيحقق المعجزات" لأنه شعب يحب البناء ومستعد للتضحية بالغالي والنفيس لأجل ذلك وقال المرزوقي " منذ سنة، لحظة اندلاع الثورة، تغير مجرى التاريخ، وأصبح للشعب التونسي دولة يملكها، وهي في خدمته، بعد أن كانت الدولة هي التي تمتلكه" مشيرا إلى حجم الخراب والفوارق التي خلفتها السياسات السابقة والحرمان الذي تعانيه نتيجة ذلك جهة سيدي بوزيد وباقي مناطق البلاد بالشمال الغربي والجنوب الغربي وغيرها. وأكد رئيس الجمهورية الوعي ب"أن محاربة وتصفية تركة النظام السابق ستتطلب جهدا كبيرا كما ستستغرق الكثير من الوقت" معربا في المقابل عن تفاؤله الكبير بمستقبل تونس وجهة سيدي بوزيد على وجه الخصوص، وعن اليقين بأن المشاريع التنموية ستجد قريبا طريقها إلى هذه الجهة كي يستعيد أبناؤها كرامتهم. وبين أن المعاناة التي تكابدها هذه المنطقة منذ عقود هي نتيجة غياب الإرادة السياسية في الماضي، أما اليوم "فالإرادة للنهوض بالمنطقة ولبناء مستقبل زاهر لها متوفرة"، مشيرا إلى أن تاريخ 17 ديسمبر هو يوم اندلاع الثورة من هذه الربوع، أما يوم 14 جانفي فهو "مجرد تاريخ لهروب الطاغية". وذكر السيد مصطفى بن جعفر في كلمته باستكمال تثبيت أركان المؤسسات الشرعية للبلاد ملاحظا أن المهمة الأساسية لنواب للمجلس الوطني التأسيسي ستتمثل في صياغة نص الدستور الجديد ومراقبة عمل الحكومة. وأشار إلى أن التوصيات التي أفضت إليها أشغال المنتدى يجب أن تشمل كل الجهات المحرومة حتى يستنسخ النموذج الذي سيعتمد في سيدي بوزيد في هذه الجهات مشددا على أهمية توفير الجانب الأمني باعتبار انه "لا استثمار بدون أمن" على حد قوله. وحيا بالمناسبة رجال قوات الأمن والجيش الوطنيين لما بذلوه من جهد لتامين مسار الانتقال الديمقراطي ملاحظا "ان مصلحة المواطن تكمن اليوم في حماية مؤسساته وفي توحيد الصف الوطني" ومؤكدا في السياق ذاته على ضرورة "فك الاعتصامات". وأضاف بن جعفر قائلا "يجب إعطاء الفرصة للحكومة حتى تعطي إشارات ايجابية على تنفيذ برامجها" مبينا أن التشغيل وتوفير أسباب التنمية هما من أولويات هذه الحكومة. وقال "ان نواب الشعب سيبقون أوفياء لأهداف الثورة كلفهم ذلك ما كلفهم وأنهم سيحرصون على ان يحافظ الدستور الذي سيتولون صياغته على المكاسب ويعكس اعتدال ووسطية التونسيين المتجذرة في الهوية العربية الإسلامية وتفتحهم على القيم الكونية"، مؤكدا على ان الشعب التونسي بلغ من النضج ما يجعله لا يقبل بدكتاتورية جديدة. يذكر أن هذا المنتدى الذي حضر جلسته الاختتامية إلى جانب رؤساء الجمهورية والمجلس الوطني التأسيسي والحكومة، رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدد من أعضاء المجلس التأسيسي ومن الخبراء ورجال الأعمال التونسيين والأجانب، أفضى إلى جملة من التوصيات أهمها بعث مشاريع اقتصادية وتنموية بجهة سيدي بوزيد وتسوية الإشكاليات العقارية لإقامة منطقة صناعية بها وفك العزلة عنها عبر انجاز طريق سريعة تربطها بسائر جهات البلاد وتوسيع شبكة الخط الحديدي بها في اتجاه إيصاله إلى المناطق الشمالية للولاية فضلا عن تطوير القطاع الفلاحي وتركيز متحف يخلد الثورة.