قمرت (وات)- انطلقت ،الاثنين، بالضاحية الشمالية بتونس العاصمة أشغال المنتدى الإقليمي حول الانتقال الديمقراطي وتحقيق المواطنة الكاملة للنساء والشباب. وينتظم هذا المنتدى ببادرة من مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" وبمشاركة ممثلين عن 16 دولة عربية. وتتنزل هذه التظاهرة العربية الإقليمية في إطار ما أفرزته الثورات العربية من ديناميكيات جديدة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما يستوجب على مكونات المجتمع المدني توظيف قدرات أفضل في جميع الميادين عبر تكريس قيم المواطنة القائمة على المساواة والحرية والمشاركة والمسؤولية الاجتماعية وسلطة القانون. ويهدف هذا المنتدى إلى تعزيز دور الشبكة العربية للنوع الاجتماعي والتنمية "انجد" من اجل الاستفادة من البحوث والدراسات المناصرة لقضايا المرأة وحقوق الإنسان في ظل المتغيرات التي تشهدها الدول العربية في فترة الانتقال نحو الديمقراطية. وسيكون هذا المنتدى فرصة لمناقشة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية في فترات الانتقال الديمقراطي في البلدان العربية إلى جانب الوقوف على المظاهر التي أفرزتها وسائل الإعلام الجديدة وانعكاساتها على الواقع الجديد. وأفادت السيدة سكينة بوراوي المديرة العامة لمركز "كوثر" ان المركز شرع في تنفيذ عدد من المشاريع الجديدة والأنشطة الوطنية والإقليمية المتنوعة لدعم قدرات الجمعيات الناشئة في كل من تونس ومصر والدول الأخرى. وترمي هذه الجمعيات لمزيد تعزيز مسار الديمقراطية وحقوق المرأة مع التركيز على المناصرة وكسب التأييد والتشبيك كآليات للتأثير على صنع القرار خاصة على مستوى السياسات والبرامج . وتم التطرق ، خلال هذا المنتدى، الى خطة عمل المركز خلال سنة 2012 والتي سترتكز على تدعيم مشاركة المرأة العربية في صنع القرار وفي المجال السياسي وتمكين الشباب وتعزيز مشاركته في الحياة العامة. كما ستركز خطة العمل على دفع التمكين الاقتصادي للنساء العربيات ودعم قدرات الصحفيين في مجالي المواطنة والانتقال الديمقراطي إلى جانب تعزيز مستوى الوعي والحوار السياسي لتدعيم مشاركة المرأة في الحياة السياسية وفي اتخاذ القرار وفي دفع عملية الانتقال الديمقراطي . ومن أبرز ما جاء في مداخلات المشاركين في المنتدى، ان الثورات في المنطقة العربية خاصة في تونس ومصر رفعت شعارات تجمع بين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحقوق المدنية والسياسية. وأكدت هذه المداخلات على الأبعاد الحقوقية لهذه الثورات التي قامت ضد أنظمة عجزت عن توفير العدالة الاجتماعية والبيئة الحقوقية لمواطنيها. وتم التأكيد أيضا على ان تكنولوجيات الاتصال والتواصل والإعلام بمختلف أشكالها لعبت دورا محوريا كوسيلة ضغط وتعبئة على الأنظمة مما افرز تحولات جذرية داخل المجتمعات العربية. واعتبر المتدخلون ان التحديات السياسية تتضاعف أمام تعدد الوسائل التكنولوجية التي يستعملها الشباب لا سيما "جيل الانترنات" . ويتواصل برنامج المنتدى بعرض مداخلة حول كيفية استعمال المرأة للانترنات كأداة للمشاركة السياسية إلى جانب إطلاق مكون مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي في بيت "كوثر " المرجعي للنوع الاجتماعي والتنمية. وتجدر الإشارة إلى ان المركز ينظم يومي 20 و21 ديسمبر الجاري ورشات بعنوان "الحد من الفقر بين النساء " و"توثيق المنهجيات الجديدة في مجال الحقوق الإنسانية" و" النوع الاجتماعي والانتقال الديمقراطي"، إضافة إلى دورتين تدريبيتين اقليميتين من 20 إلى 24 ديسمبر الجاري حول تعزيز قدرات مقدمي ومقدمات الخدمات في المجال الصحي للنساء الناجيات من العنف بدعم من هيئة الأممالمتحدة للمرأة .