جرجيس (وات) - افاقت مدينة جرجيس صباح الأربعاء على فاجعة اليمة تمثلت في غرق مركب صيد قادم من صفاقس كان على متنه 13 بحارا نجا منهم خمسة فيما تم انتشال 4 جثث فقط من الغرقى المفقودين الباقين الذين عقدت رداءة الأحوال الجوية تواصل عملية البحث عنهم. وقد روى تفاصيل الفاجعة ل (وات) علي بلحاج منصور احد البحارة الناجين الذي افاد انه في حدود منتصف الليل والربع عندما كان المركب يحاول الوصول الى منطقة ارساء قرب سواحل جرجيس على بعد 7 اميال للاحتماء من رياح قوية هبت بالمكان ووصلت قوتهاالى 50 عقدة في الساعة، تمكنت امواج عاتية من قلب المركب مما أدى الى غرقه بالكامل. اما محمد طقوقي اصيل ولاية سيدي بوزيد، والبالغ 24 سنة من العمر فقد كان في حالة ذهول كبيرة جراء الصدمة، حيث افاد ان فقد 8 من رفاقه خلف لديه لوعة كبرى لم يتمكن بعد من تجاوزها. واشار الى أن من نجا من المجموعة يعود الفضل فيه الى بحارة هبوا لنجدتهم بوسائل الانقاذ المتواضعة المتوفرة لديهم وتحملوا جراء ذلك مخاطر جمة. وفي هذا المجال يقول محمد شلاقو احد الذين جازفوا بانقاذ البحارة الخمسة الناجين ان هذه العملية تطلبت جهودا كبيرة وكانت مغامرة بحق في احوال جوية صعبة. واكد ان الاحساس بمعاناة هؤلاء البحارة وبان الجميع يمكن ان يكون عرضة لمثل هذه الحوادث قوت العزيمة في البحث عن المفقودين وفي انقاذ من يمكن انقاذه. وأضاف في هذا الصدد قائلا: " كنا نجابه الامواج العاتية بحثا عن الغرقى ولم نتلق مساعدة من اي جهة رغم محاولاتنا العديدة". ويؤكد رئيس منطقة الحرس البحري بجربة مرجع النظر، من جانبه، الحاجة الملحة لتدعيم وسائل العمل باليات ووسائل تضمن نجاعة التدخل وسرعته في كل الظروف وخاصة في الحالات التي تكون فيها الاحوال الجوية رديئة. ورغم محدودية الامكانيات والوسائل المادية المتاحة ووسائل التدخل، اشار رئيس منطقة الحرس انه تم التدخل بما توفر من معدات الا ان رداءة الاحوال الجوية حالت دون تحقيق الجدوى المرجوة. ويضيف انه يتواصل تمشيط السواحل والبحث عن بقية الغرقى، مؤكدا ان تواصل رداءة الاحوال الجوية يجعل من المهمة صعبة وشبه مستحيلة. ويصر بحارة ميناء جرجيس على مواصلة البحث عن الغرقى مشددين على ان لا يستانفوا العمل الى حين انهاء عملية البحث عن بقية المفقودين. وعبر البحارة عن غضبهم للاوضاع السيئة التي يعملون فيها، داعين الحكومة الى النظر بجدية في مشاغل القطاع .