قمرت (وات)-"أي دور للإعلام العربي في الثورات العربية"، وما هو مستقبل الصحافة العربية واحتياجاتها خلال المرحلة الراهنة، تلك ابرز التساؤلات المطروحة على المنتدى العربي الخامس للصحافة الحرة الذي بدأت أشغاله صباح اليوم الاثنين بضاحية قمرت . وينتظم هذا المنتدى الذي يتواصل ثلاثة أيام ببادرة من الاتحاد العالمي للصحف وناشري الأنباء وهو يلتئم لأول مرة خارج العاصمة اللبنانية بيروت, كتحية رمزية أرادها المنظمون لتونس باعتبارها موطن اندلاع الشرارة الأولى للثورات في العالم العربي. ويطرح هذا المنتدى الذي شارك في أشغاله عدد هام من الإعلاميين والاتصاليين من تونس ومن العالم العربي مسائل جوهرية متعلقة بالإعلام العربي المستقل بعد الثورة، وسبل تطويره ليكون في حجم تطلعات المجتمعات العربية، ودور الإعلام البديل في مسار الثورات. وأكد المشاركون في الجلسة الصباحية للمنتدى تحت محور "وسائل الإعلام : مساعدة أم عرقلة للثورة" أن وسائل الإعلام في مختلف البلدان العربية عرقلت في مرحلة أولى مسار الثورات في حين كان للعديد من الفضائيات العربية والغربية "دورا أساسيا في تأجيج الصراع داخل المجتمعات من خلال تعمد العديد منها تحريض المواطنين على الثورة". واعتبر الاتصالي والمدون المصري محمد دهشان أن الإعلام "المحلي في مصر كان عائقا أمام الثورة "باعتبار انه كان "يسعى أحيانا للتهدئة أو التخوين أو لتأجيج الصراع الداخلي "، بينما كان الإعلام الدولي ينقل للعالم صورة ايجابية عن الثورة. وفي المقابل لاحظت مراسلة جريدة الحياة الأردنية راغدة درغام أن العديد من الفضائيات "لا تفصل بين نقل الخبر وتأجيج الصراع والتحريض عليه خدمة لأجندات سياسية خاصة"، كما طرح المشاركون موضوع الإعلام البديل كالمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي ودوره في إنجاح الثورات العربية، وأشار الإعلامي التونسي الفاهم بوكدوس في هذا المجال إلى أن هذه النوعية الجديدة كانت "المستفيد الوحيد" في الثورات مذكرا بان الفضائيات المتميزة باعتمادها على تقنيات عالية مثل "الجزيرة" اضطرت لاستغلال المقاطع المصورة والمسموعة على مواقع الانترنات. واعتبر الإعلاميون المشاركون في المنتدى أن الاعتماد اليوم على الإعلام البديل "الذي يفتقر في الكثير من الأحيان إلى الحرفية" حسب تقديرهم يفرض التفكير بعمق في سبل تطوير القطاع بحيث يكفل سرعة نقل المعلومة مع الحفاظ على جودة الخبر وذلك عبر الاستفادة من جميع الوسائل المتاحة. ويناقش المنتدى جملة من المسائل المتعلقة بسبل دعم تطور وسائل الإعلام العربية التي تمر بمرحلة انتقالية، وكيفية استعادة ثقة الجمهور بها كمصدر موثوق للأخبار، والدور المطروح على الصحافة العربية المستقلة في الوقت الراهن وتم في بداية أشغال المنتدى عرض شريط وثائقي مصور عن حرية الصحافة في العالم. كما تعذر تأمين الاتصال المبرمج عبر "السكايب" بالصحفية اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011 التي كان من المفروض أن تلقي كلمتها في افتتاح أشغال المنتدى .