رعلى امتداد يومين شهدت ضاحية قمرت بتونس العاصمة حركية لافتة خلقتها جموع من النساء والرجال شاركوا في «منتدى » الذي اشرفت عليه حرم رئيس الجمهورية السيدة ليلى بن علي وشاركت فيه عديد الشخصيات العربية والاجنبية من اجل مناقشة افضل السبل لانخراط المرأة العربية في سياق يُكسبها آلايات الاستفادة من منجزات الثورة الرقمية هذه الثورة التي تجاوزت كل الحدود الجغرافية والثقافية واكتسحت كل مجالات الحياة البشرية كيف يمكن للنساء العربيات ان يستفدن منها وينخرطن فيها كيف يمكن ان تكون سبيلا لتحقيق التنمية الشاملة كيف نتحصن من منزلقاتها وكيف نواكب مستجداتها كيف نؤهل المرأة العربية لتمسك بركبها..؟ السيدة ليلى بن علي في افتتاح هذا المنتدى ألقت كلمة تأطيرية اعتمدتها المشاركات منهاجا للعمل في الفترة القادمة اذ شدّدت خلالها على أهمية الاستثمار في الذكاء هذا الاستثمار الذي ادركت تونس مبكرا اهميته فراهنت على قطاع الاتصالات باعتباره قطاعا استراتيجيا ولكن المؤشرات الواقعية أثبتت ان الشعوب العربية مازالت الاقل استعمالا للانترنيت مثلا والاقل استفادة من منجزات الثورة الرقمية لذلك تتأكد الدعوة اليوم إلى تشجيع الاستثمار في المجالات التكنولوجية من اجل تطوير انخراطنا فيها والعمل على ردم هوة التباين في الاستفادة من الخدمات التكنولوجية بين النساء والرجال لان المرأة لا تقل عن الرجل ذكاء واجتهادا كما اكدت السيدة بن علي حرم رئيس الجمهورية انه يتعين علينا ان العمل من اجل ان يكون الفضاء الاتصالي المعولم سبيلا للحوار والتفاهم ووسيلة لتكريس المبادئ الكونية المشتركة من حرية وعدل ومساواة وتسامج ثم جددت الدعوة الى تكثيف التعاون الثقافي والاقتصادي بين السيدات العربيات وتوظيف التقنيات الجديدة والمتطوّرة في تنمية التعاون وتوسيع مجالاته وتأكيد قدرة المرأة العربية على حسن استغلال الفضاء الاتصالي وتعزيز دورها فيه لخدمة قضاياها وقضايا امتها وتصحيح صورة المجتمع الغربي لدى الرأي العام العالمي. هذا المنتدى الذي حضرته سيدات اعمال وخبيرات في المجال الاتصالي ونساء في مواقع القرار وجمهور عريض من النساء في مختلف المجالات عمل من اجل تشخيص مكانة المرأة في هذا الفضاء الاتصالي كفاعل ومستفيد وكناقلة للقيم ومدرسة للأجيال اضافة الى انه سعي لاستكشاف سُبل تمكين المرأة من التفاعل الايجابي مع مقتضيات الفضاء المعرفي والتكنولوجي مع الدفع باتجاه التفكير في ارساء صيغ ومضامين اتصالية وثقافية تقوم على نشر قيم المساواة وثقافة حقوق المرأة على اوسع نطاق إضافة لتكريس دور المرأة في حوار الثقافات والحضارات بوصفه حوارا أصبح يتخذ أكثر من أي وقت مضى أشكالا اتصالية متطورة. شاركت في حفل الافتتاح الرسمي لهذا المنتدى أيضا السيدة «ودودة بدران» المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية بإعتبار ان مقترح تنظيم هذا المنتدى قد نبع من السيدة بن علي خلال انعقاد المجلس الاعلى لمنظمة المرأة العربية في أبو ظبي خلال شهر ماي 2007. كما شاركت في الافتتاح بكلمة قيمة السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين وكذلك السيدة خديجة الغرياني الامينة العامة لمنظمة المرأة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات. ثم انقسمت أشغال المنتدى الى اربعة منابر حوار ناقش المنبر الاول مفاهيم وابعاد ورهانات انخراط المرأة في الفضاء الاتصالي المعلوم. وناقش المنبر الثاني مقاربة النوع الاجتماعي للمرأة في هذا الفضاء المعولم، والمنبر الثالث ناقش فرص الارتقاء بأوضاع المرأة العربية والمنبر الرابع ناقش خطوط الرؤية المستقبلية للمرأة العربية في هذا الاطار الاتصالي المعولم. وقد عرضت خلال كل منابر الحوار تصورات مختلفة شخّص من خلالها المشاركون واقع المرأة العربية في علاقتها بالتكنولوجيات الحديثة وقد توزعت المداخلات بين مشاركات ومشاركين من كل من الاردن وفرنسا وسوريا وتونس والجزائر ومصر ولبنان وبريطانيا والامارات العربية المتحدة والمغرب. ثم عقدت جلسة ختامية اشرفت عليها السيدة لمياء الشافعي الصغير كاتبة الدولة لدى وزير تكنولوجيات الاتصال المكلفة بالاعلامية والانترنيت والبرمجيات الحرّة وتمت تلاوة التقرير الختامي.