تونس (وات) - "المرأة والثورة" ذلك هو محور الندوة التي نظمتها الجمعية التونسية للطب النفسي، أمس السبت بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة)، بمشاركة ثلة من المفكرين والمختصين في علم النفس. وقالت رئيسة الجمعية، ريم غشام، إن هذه الندوة تهدف إلى إعادة الاعتبار للمرأة التونسية بعد إقصائها من الفضاء السياسي الحالي، لا سيما وانها اضطلعت بدور متميز إبان الثورة. وأكدت سعيدة الدوكي، أستاذة علم نفس، في مداخلتها حول "المرأة والديمقراطية"، ان المجتمعات التي تمارس الديمقراطية لا تفرق بين مفهومي الرجل والمرأة باعتبار أن المساواة بينهما هي الخطوة الأساسية والمهمة لإسقاط جميع الأنظمة الديكتاتورية. وأوضحت أن مشاركة المرأة التونسية في ثورة 14 جانفي 2011 تنبع من إيمانها بأنها عنصر فاعل في المجتمع. واعتبرت أن "أي نظام سياسي لا يكون كاملا بدون دور حقيقي للمرأة" ذلك أن تقييم الديمقراطية" لا يقاس بالمؤسسات ولكن يقاس بمشاركة جميع أفراد المجتمع وخصوصا المرأة". واهتمت مداخلة الأستاذة الجامعية، ألفة يوسف، بموضوع "المرأة والدين"، فأوضحت أن المجتمعات العربية الإسلامية "لا تزال تسيد الرجل على المرأة، إذ ترى أن دور المرأة يقتصر على أن تكون زوجة واما وانها لا تصلح للعمل العام ولا للاضطلاع بدور سياسي او اجتماعي". وأضافت أن الإسلام قد أعطى المرأة حقوقها كاملة منذ أكثر من 14 قرنا "لكن إساءة استخدام الرجل للدين هي السبب في النظرة الدونية السائدة بشأن المرأة". وبينت "ان الإسلام صاغ مسالة سيادة الرجل بشكل أكثر منطقية مقارنة بالأديان الأخرى وبهذا فهو قد اختلف في الاتجاه لكنه لم يختلف في الهدف، الا وهو تبعية المرأة للرجل". وقال يوسف الصديق، الفيلسوف والمفكر، في محاضرة حول "المرأة والتاريخ"، إن "الذاكرة الإنسانية انطبعت بها نماذج نسائية كثيرة غالبيتها نماذج سلبية فكانت البداية نسب خطأ ادم لحواء وإلصاقه بها". وأشار إلى أن المرأة في نظر التاريخ هي "آثمة مسبقا وبمرور العصور والأزمان ونظرا لطبيعة المرأة أصبحت مخلوقا مهمشا". ولاحظ "ان المرأة كائن مضطهد تاريخيا، فهي إن لم تكن مهمشة فستكون آثمة او مذنبة" . وأكد ان الرجل يرفض، حتى اليوم، بفطريته تفوق المرأة وتميزها ومازالت المرأة تعاني من التمييز العنصري على أساس الجنس رغم أنها أثبتت جدارتها وتفوقها على الرجل في مجالات عديدة. يذكر أن الجمعية التونسية للطب النفسي تأسست منذ 1980 وتضم في عضويتها 212 عالم نفس.