تونس (وات)- بالأبيض والأسود وبالصوت والصورة نقل المخرج عبد المجيد الوسلاتي مساء الثلاثاء بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة مشاهد حية من تاريخ نضال مشترك تونسي جزائري دعمت أواصره المحنة الاستعمارية الفرنسية في الفيلم الوثائقي "حق الجوار" الذي منع من العرض طيلة 23 سنة. الفيلم مضى على تاريخ إنتاجه 32 سنة "منذ ماي 1979" وواجه منتجه صعوبات مادية ومعنوية من خلال قيامه برحلات واتصالات مكثفة مع أطراف فرنسية وايطالية للنفاذ إلى أرشيف الفترة الاستعمارية وتوظيف مشاهد وصور حية في هذا العمل الوثائقي الذي بقي دفينا في خزائن وزارة الثقافة نظرا لكشفه عن حقائق للنضال السياسي للزعيم الحبيب بورقيبة ومواقفه المتضامنة مع الشعب الجزائري لا سيما ما اقره في خطابه بالمتلوي "انه في امكانه التفويت في قاعدة بنزرت للمستعمر الفرنسي مقابل منحه الاستقلال للجزائر." أولى مشاهد الشريط تظهر طفلة تدعى "ياسمينة" غادرت المنزل بعد استشهاد والديها في أحداث باتنة " شرق الجزائر" لتتجه إلى إحدى القرى الحدودية التونسية حيث تحتضنها عائلة تونسية، هذا المشهد شكل بداية الشريط وخاتمته ليعبر من خلاله المخرج عن مضمون عمله "هذه الطفلة هي في الحقيقة الفكرة التي انطلقت منها إعداد هذا المشروع الفني" حسب قول المخرج عبد المجيد الوسلاتي حيث أبهر أثناء تغطيته لنشاط وزير الدفاع سنة 1974 في الجزائر بمعرض صغير لرسامة جزائرية تدعى ياسمينة بعنوان "هذه صفحات ولوحات من تونس" عبرت فيه عن حبها الكبير لتونس وهو ما دفعه لقيام بعمل توثيقي يبرز متانة الروابط بين البلدين. عرض شريط "حق الجوار" الذي استغرق إعداده أربع سنوات، جاء في إطار الاحتفال بالذكرى 44 لإحداث ساقية سيدي يوسف الواقعة على الحدود الجزائريةالتونسية حيث سقط العديد من الشهداء الجزائريينوالتونسيين يوم 8 فيفري 1958 بعد مداهمة بشعة قام بها المستعمر الفرنسي كرد فعل على الدعم التونسي للثورة الجزائرية. هذا "العقاب الجماعي" مزج الدماء الجزائرية بالدماء التونسية وبقيت الساقية شاهدة عبر التاريخ على ان الحواجز والحدود لم تفصل يوما بين الشعبين المتجاورين والشقيقين التونسيوالجزائري. شريط "حق الجوار" (45 دقيقة) الذي يأمل مخرجه ان تتم رقمنته من طرف وزارة الثقافة، يعد وثيقة تاريخية هامة تعكس محطة بارزة في تاريخ نضال الحركة الوطنية وتنقل عدة جوانب مضيئة من تاريخ تضامن عفوي بين تونسوالجزائر.