«هو من فصيلة المبدعين في الاخراج السينمائي ومن الذين حملوا الكاميرا منذ انطلاقة التلفزة... تعلق بها وآمن برسالتها وطوّعها فكانت قلمه الجيد في عالم الوسائل البصرية.. وهو من فصيلة الشبان المتحمسين لإنجاح «الفن السابع» مسخرا امكاناته المادية والعلمية لبلوغ اسمى الأهداف المعرفية في عالم السينما.. قدم شريطا وثائقيا عن أحداث الساقية وعن متانة اللحمة القائمة بين الشقيقتين تونسوالجزائر... وغدا سيقدّم لنا شريطا وثائقيا من نوع آخر ومن الصنف التثقيفي للأسرة التونسية ومما لا شك فيه ان «حق الجوار» هو من الاشرطة الوثائقية المميزة خاصة وقد توصل مخرجه الى ان يكون في مستوى الانتاج السينمائي التسجيلي للأحداث التاريخية». ٭ هل أنصفك محمد المحجوب؟ لم يكن المحجوب وحده الذي انصفني فقد كتب عبد المجيد بوديدح بجريدة «بلادي» بتاريخ 21 فيفري 1982 ما يلي: «من بين ما تميّزت به احتفالات هذه السنة بذكرى حوادث ساقية سيدي يوسف هذا الشريط السينمائي الذي انتجه واخرجه الشاب عبد المجيد الوسلاتي المصوّر بالتلفزة التونسية الذي أخذ على عاتقه وبمجهوداته الخاصة انجاز وانتاج شريط (حق الجوار) الذي يعتبر وثيقة تاريخية ممتازة عن متانة اللحمة التونسيةالجزائرية. ويدوم عرض هذا الشريط الوثائقي 48 دقيقة وهو ثمرة عمل وبحث منهجي تواصل انجازه اربع ساعات يرسم من خلال قرن ونصف القرن من التاريخ المشترك (18301974) الأخوّة الصادقة التي تربط الشعبين الشقيقين التونسيوالجزائري». ٭ في جل أحاديثك تؤكد ان شريط «حق الجوار» أشار لأول مرة الى معلومات نادرة؟ نعم ومن بين هذه المعطيات التي بقيت مجهولة ان بورقيبة منح فرنسا قاعدة بنزرت مقابل استقلال الجزائر وهو ما تفطن اليه عبد المجيد بوديدح الذي أشاد بالشريط: «وابرز الشريط مواقف المجاهد الأكبر الخالدة ومساندته للقضية بكل ما أوتي من قوة ويذكر بالخصوص بالعرض الجزئي الذي تقدم به المجاهد الأكبر الى فرنسا والمتمثل في منحها قاعدة بنزرت مقابل استقلال الجزائر. كما أبرز هذا الشريط مراحل الكفاح التونسي الذي خاضه بقيادة زعيمه الأوحد محرره وصانع أمجاده الأكبر الحبيب بورقيبة وطريقته الفذة في نجاعة. والملاحظ في هذا الشريط انه يفضل تركيب ذكي ولا شك توالي عرض الوثائق النادرة حول كفاح الشعبين التونسيوالجزائري ضد الاستعمار واستطاع الشاب عبد المجيد الوسلاتي من خلال مناظر مؤثرة معززة بنصوص كتبها هو ايضا ان يجسّم ويعبّر عن التضامن المطلق وعن التضحيات التي بذلها الشعب التونسي وقيادته من أجل استقلال الجزائر واستقباله للاخوة اللاجئين الجزائريين والدعم الذي لقيه الجيش الذي يضم عشرين ألف مجاهد جزائري والمتمركز بقواعده بالتراب التونسي وحادثة الغارة على الساقية الشهيدة وحوادث أخرى كثيرة». ٭ هل كنت تتوقع «حجز» شريطك بعد «الحدث النوفمبري»؟ لم أكن أتصوّر ان يتم طمس جوانب مضيئة من تاريخ الاخوة التونسيةالجزائرية لمجرد رغبة في إخفاء صورة بورقيبة. ٭ واليوم؟ قدمت طلبا الى وزارة الثقافة من أجل رقمنة هذا العمل علما بأن تكلفة هذه العملية تتطلب حوالي 10 آلاف دينار ولا أعتقد ان هذا المبلغ مشط إذا تعلّق الأمر بالذاكرة الوطنية علما بأني اعتزم تطوير هذا العمل في اتجاه 110 دقائق. وقد بدأت في التحرّك في اتجاه امكانية برمجة هذا العمل في التظاهرات السياسية / الثقافية باعتبار هذا العمل يعكس قرنا ونصف القرن من التاريخ التونسيالجزائري المشترك ويصوغ التاريخ النضالي للحركة الوطنية التونسية بأسلوب سينمائي... علما بأن هذا الفيلم يهدف الى نشر قيم المواطنة والجوار لدى شبابنا واستفادة دول جوار فلسطين من هذه التجربة التونسية الفريدة. ٭ إعداد: شكري الباصومي بدأت مسيرته الفنية سنة 1965 من خلال توثيق الذاكرة الوطنية التونسية السينمائية والتلفزية.. 4 عقود أثمرت تصوير الشريط الملوّن دورة تونس لألعاب المتوسط 1967 وتصوير «أم عباس» سنة 1968 و«رقادة» لأحمد الخشين سنة 1969 تصوير وإعداد واخراج الشريط التلفزي الوثائقي «رسالة الحق والنور» 1975 وخاصة انتاج وإعداد وإخراج الشريط السينمائي الوثائقي «حق الجوار» 1979. هذا المصوّر بدأت «مأساته» مع العمل الأخير الذي تم حجزه بعد انقلاب السابع من نوفمبر... ماذا يريد عبد المجيد الوسلاتي هذا المصوّر السينمائي «الساتباكي» (نسبة إلى الساتباك) الذي ارتقى الى خطة مدير تصوير منذ 1999 ليعد لقناة 21 البرنامج التلفزي «سفير»؟ «الشروق» التقته في هذا الحوار ليحدثنا عن «حق الجوار». عبد المجيد الوسلاتي قدم لنا بداية صورة من جريدة العمل حيث قدمه محمد المحجوب يوم 6 فيفري 1987 كما يلي: