الكاف (وات) - في جو من الخشوع والتضامن الأخوي، أحيا الشعبان التونسيوالجزائري، يوم الأربعاء، الذكرى الرابعة والخمسين لحوادث ساقية سيدي يوسف التي جدت في مثل هذا اليوم من سنة 1958. وأشرف على إحياء هذه الذكرى بمنطقة الساقية كل من علي لعريض وزير الداخلية ومحمد لمين الشخاري وزير الصناعة والتجارة من الجانب التونسي ومحمد الشريف عباس وزير المجاهدين وسعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الجزائرية للمجاهدين عن الجانب الجزائري إلى جانب حضور ولاة الشريط الحدودي في البلدين. وأبرز علي لعريض في اجتماع شعبي عام انتظم بالمركب الثقافي بساقية سيدي يوسف، المضامين البطولية لهذه الذكرى المجيدة التي خلدها التاريخ والتي قال إنها تمثل "أروع الملاحم البطولية في تاريخ تونس وفي كفاحها ضد المستعمر البغيض من أجل الحرية والكرامة". وأضاف أن إحياء هذه الذكرى كل عام، يمثل استحضارا لصفحة مجيدة من تاريخ البلاد قام خلالها الشعب التونسي بمؤازرة الشعب الجزائري في كفاحه التحريري، مؤكدا أن هذه الذكرى تشكل أيضا فرصة لقيادة البلدين لتعزيز روابط الأخوة وتحقيق التكامل الثنائي ودعم التبادل التجاري من أجل تحقيق معركة التنمية وبناء مجتمع ديمقراطي، "لاسيما وأن الإرادة السياسية متوفرة في البلدين". وبعد أن عبر عن تقديره وشكره للدعم الذي قدمته الجزائرلتونس إبان الثورة، أكد وزير الداخلية أن العلاقات الثنائية ستشهد خلال الفترة القادمة مزيدا من الدعم، لاسيما بعد الزيارة التي يؤديها رئيس الجمهورية المؤقت حاليا إلى عدد من الدول المغاربية ومنها الجزائر والتي قال إنه ستليها زيارة رئيس الحكومة المؤقتة إلى هذا البلد الشقيق "تهدف إلى دفع الحوار الثنائي والعمل المشترك على درب بناء المغرب العربي الكبير". ومن جهته ذكر وزير المجاهدين في الجزائر بالدعم الذي قدمه الشعب التونسي للشعب الجزائري الشقيق أيام الكفاح التحريري ضد الاستعمار، مؤكدا على وحدة المصير وعلى ضرورة العمل خلال المرحلة القادمة على دعم التعاون والتكامل بين البلدين، منوها بما حققته الثورة التونسية من مكاسب في مجال البناء الديمقراطي، بما جعلها "تنال إعجاب كل المتتبعين للعمل السياسي في تونس". كما أضاف أن الجزائر تقوم بدورها بإصلاحات سياسية شاملة ترمي إلى توطيد الديمقراطية وإلى خلق ديناميكية في مؤسسات الدولة، مختتما كلمته بالتأكيد على أهمية هذا الموعد الذي يمثل فرصة للنهوض بالبلدين في انتظار استكمال البناء المغاربي الذي قال إنه يمثل "خيارا لا رجعة فيه لرفع تحديات العولمة والتكتلات الدولية". وكان الوفدان تحولا إلى ضريح الشهداء حيث تم وضع باقة من الزهور وتلاوة الفاتحة ترحما على أرواحهم الطاهرة.