جندوبة (وات)- بدأ منسوب المياه بوادي مجردة في التراجع منذ ظهر الجمعة لكن بصفة بطيئة نسبيا حيث بلغ في حدود الساعة الخامسة من بعد عصر الجمعة 11 فاصل 4 متر ليقترب من المستوى العادي وهو 10 فاصل7 متر. وبالرغم من فتح العديد من الطرقات الرئيسية فى مدينة بوسالم فان معاناة الأهالي ما زالت متواصلة خاصة أمام تراكم المياه في عدة نقاط بالمدينة وعزلة عشرات المنازل وشلل الحركة التجارية بها. وتوفقت فرق الإنقاذ التابعة للجيش الوطني والحماية المدنية ومختلف الأطراف المتدخلة في تزويد السكان المحاصرين بالمواد الأساسية والمياه المعدنية بواسطة الطائرات والزوارق المطاطية. وشهدت بعض المناطق ببوسالم انقطاع الماء الصالح للشراب والتيار الكهربائي. ويعاني متساكنو المنطقة من العزلة التامة وارتفاع مستوى المياه بمنازلهم وبالأنهج التي تحولت إلى مجاري مياه جارفة مما دفع عدد من العائلات إلى الاحتماء بأسطح منازلهم في انتظار إجلائهم إلى مراكز الإيواء. وقام الجمعة الجيش الوطني بإجلاء 62 مواطنا عن طريق الزوارق والشاحنات بمنطقة الخضراء وانقاد 26 آخرين بواسطة المروحيات العسكرية بكل من سيدي علي الجبيني ببلطة بوعوان وقاع المزود بمنطقة الطواهرية بجندوبة الشمالية ونقل 120 مواطنا من معتمدية بوسالم الى بلطة- بوعوان. وخلفت هذه الفيضانات الكثير من الخوف والحيرة لدى المتساكنين باعتبارها أسوا فيضانات تعيشها المنطقة منذ سنوات. من ناحية أخرى، تم فتح مراكز إيواء إضافية ببوسالم ليرتفع عددها الى 5 مراكز من بينها المعهد الثانوي ببوسالم الذي تولى فرع الهلال الاحمر بجندوبة تجهيزه. كما تم تخصيص دور الثقافة والشباب وبعض المدارس والمعاهد لإيواء المتضررين عند الحاجة. وتلقى فرع الاتحاد الوطني للتضامن الاجتماعي بجندوبة مساعدات مادية من اتصالات تونس لتوفير مواد غذائية اغاثية. وطالب عدد من متساكني بوسالم خلال تجمع لهم اليوم امام البلدية بإيجاد حلول جذرية لحمايتها من الفيضانات وإنهاء معاناتهم بصفة نهائية حتى "لا يبقوا تحت وطأة الخوف كلما نزلت الأمطار". وفى سياق آخر أفادت مصادر مأذونة بالجهة ان مستودع التبغ التابع للقباضة المالية ببوسالم تعرض للسرقة حيث تم الاستيلاء على محتوياته من التبغ.