المنستير (وات)- "سارق الأحلام "،عنوان مسرحية للأطفال لسفيان شبيل من إنتاج جمعية البحث المسرحي بطبلبة تم عرضها صباح أمس الأحد بالمركب الثقافي بالمنستير ضمن تظاهرة " أعطني مسرحا" التي نظمها المركب الثقافي بالمنستير يومي 25 و26 فيفري الجاري. وتتناول المسرحية فترة من تاريخ تونس خلال حقبة الرئيس المخلوع التي اتسمت بالنهب والسرقة وتدمير الكرامة والحريات وعرضت اللٌحظات الأخيرة للمخلوع حين هروبه من البلاد وما تلاها من أحداث وصولا الى انتخاب المجلس الوطني التأسيسي. وتنطلق المسرحية بحركات بهلوانية قام بها الشاب مجدي شحاتة وسط ديكور يتمثل في واجهة لسرك من القماش الأسود اللون مزركشة بنجوم متعددة الألوان وقربها وضعت ثلاثة مكعبات خشبية بيضاء اللون تزوقها عديد النجوم وذلك في إحالة إلى فضاء السرك الذي ستدور ضمنه أحداث هذه المسرحية. وتتمحور شخصيات المسرحية حول صاحب السرك عبدول وهو دور أداه فيصل غشام وزوجته لولا من أداء نورهان بلال والعاملين معهما وهم نمور وهو دور أداه وسيم امعرف والأرنبة سالي وأدته الطفلة تيسير التومي والمهرج بطبوط أداه الطفل وسيم غشام ولهؤلاء الثلاثة أحلام بسيطة إلاٌ أنٌ عبدول وزوجته حالا دون تحقيقها. ويتفطن نمور إلى خطة صاحب السرك وزوجته فيخبر أصدقاءه قائلا إنٌ " عبدول يريد سرقة أحلامنا وكتم أنفاسنا ومصادرة حرياتنا". وكانت شخصيات نمور وسالي وبطبوط تحاول التخلص من صاحب السرك الذي يقسو عليهم وذلك بإشعال النار في السرك ولكنهم يقررون استعمال الحكمة والحيلة والنقاش والحوار. وبعد رحيل عبدول وزوجته يتساءل الأصدقاء حول " من سيحكم السرك الآن " فيقول نمور " أنا بالطبع " إلاٌ أن جمهور الأطفال في القاعة كان يردد " بطبوط . وقد تجمهر الأطفال الذين تابعوا هذه المسرحية بأعداد كبيرة اثر انتهاء العرض على خشبة المسرح في حركة تفاعل تلقائي مع العرض وأوضح السيٌد سفيان شبيل مخرج المسرحية ل/وات/ أنٌه لا يستطيع بعد 14 جانفي 2011 أن يحدث الأطفال عن " حمراء حمراء " وما شابه ذلك من حكايات " لأنٌهم ليسوا منبتًين عن الواقع بل هم مشاركون فيه وأصبح لديهم وعي بما يحيطهم من أحداث'' وقال " أنٌ النظام السابق سرق أحلام جيل كامل بما فيها أحلام الأطفال وطموحاتهم وقمع كلٌ حرية فكر" مشيرا إلى أنٌه عبرٌ عن ذلك على سبيل المثال عبر الجملة التالية التي جعلها على لسان شخصية لïولا " التفكير يïرهق الدماغ والنقاش والحوار يشنج الأعصاب " وهي جملة تقولها الشخصية لزوجها عندما أحست بالخطر الذي أصبح يمثله نمور وسالي وبطبوط ( أو الشعب) الذين " أصبحوا يفكرون ويناقشون". وللتذكير فإنٌ جمعية البحث المسرحي بطبلبة تأسست سنة 1989 وتعدٌ مسرحية " سارق الأحلام الإنتاج الثامن ضمن رصيدها وقد تم عرضها إلى حدٌ الآن في مدن البقالطة وطبلبة وبنبلة ولمطة والمكنين والساحلين والمنستير من ولاية المنستير وهبيرة من ولاية المهدية والحنشة من ولاية صفاقس ومدينة سوسة. وأفاد السيٌد محمٌد مرابط الكاتب العام لجمعية البحث المسرحي بطبلبة أنٌ الأطفال سيكونون على موعد مع عروض أخرى لهذه المسرحية في دور الثقافة بكلٌ من بني حسان (18 مارس 2012) وقصيبة المديوني (19 مارس ) وبنان (20 مارس ) والوردانين ( 20 مارس ) وحمام سوسة ( 21 مارس ) وصيادة (22 مارس ) وبوحجر (22 مارس ) وجمال ( 23 مارس ) وبوفيشة من ولاية سوسة (25 مارس ).