الكاف (وات) - استأنفت المحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بالكاف الاثنين النظر في ما يعرف بقضية شهداء تالة والقصرين والقيروان وتاجروين. وقد استمعت هيئة المحكمة في هذه الجلسة التي تميزت بالهدوء خلافا للمرة الفارطة التي انسحب منها محامو الدفاع على خلفية مسألة حضور عائلات الشهداء في القاعة، إلى طلبات الدفاع والقائمين بالحق الشخصي في ما يتصل بمواصلة الأبحاث التي اعتبروها "منقوصة في القضية والتحرير على بعض الشهود". كما شهدت الجلسة إجراء مكافحات بين عدة قيادات أمنية سابقة من بينها المدير العام السابق لوحدات التدخل المنصف العجيمي ، والضابطين بشير بالطيبي ووائل الملولي. وصرح العجيمي بأنه اعلم قيادته بسقوط الشهيد وجدي السايحي يوم 12 جانفي 2011، وهو ما انكره المدير العام السابق لوحدات التدخل جلال بودريقة الذي أكد في المقابل ان المنصف العجيمي "اخبره بعملية الانسحاب دون سواها". وفي أفادته أكد العميد السابق بوحدات التدخل يوسف عبد العزيز ان يوم 8 جانفي 2011 شهد ثلاث هجمات على مقرات معتمدية تالة والمحكمة وإدارة التجهيز مما جعل الوحدات المتواجدة تنظم صفوفها وتتدخل حسب ما تقتضيه وتفرضه الأوضاع الأمنية حينذاك من تحركات. وقد تعرف اثنان من الشهود على المنصف العجيمي واتهماه بقتل الشهيد وجدي السايحي يوم 12 جانفي 2011 مؤكدين "انه كان يرتدي زيا مدنيا" وهو ما أنكره العجيمي نفسه، وكذلك بعض القادة الميدانيين الحاضرين بالجلسة والذين كانوا تحت أمرته آنذاك. وفي نهاية الجلسة طالب محامو الدفاع بتمكينهم من الوقت الكافي لإعداد وسائل الدفاع، "ضمانا لحقوق المتهمين وحرصا على تحقيق محاكمة عادلة لكل الأطراف" خاصة وان القضية انطلقت حسب تقديرهم بعد أكثر من شهر من وقوع الأحداث .ومن جهتها رفضت النيابة العمومية مطالب السراح التي تقدم بها محامو المتهمين. وبعد المداولة تم تأجيل النظر في القضية إلى يوم 2 افريل 2012.