القيروان 20 جانفي 2010 (وات) نظمت جمعية البرلمانيين التونسيين بالتعاون مع المجمع التونسى للعلوم والاداب والفنون / بيت الحكمة/ اليوم الاربعاء بالقيروان ندوة علمية موضوعها /بيت الحكمة والتواصل الثقافى العربى الاسلامى بين بغداد والقيروان/ وتتضمن الاشغال التى تجرى بمشاركة نخبة من الاساتذة الباحثين جلسات تتمحور حول /دور بيت الحكمة البغدادى وبيت الحكمة القيروانى/ و/ مكانة بيوت الحكمة فى الثقافة العربية الاسلامية/. وأشار السيد عبد الروءوف الباسطى وزير الثقافة والمحافظة على التراث لدى افتتاحه أشغال الندوة الى انها تعقد تحت سامي اشراف الرئيس زين العابدين بن على الذى ما انفك يرعى الفكر والمفكرين ويشجع الابداع والمبدعين وهى تؤكد حرص سيادته الدائم على مزيد اشعاع القيروان كمركز حضارى متالق. وبين ان بيوت الحكمة التى كانت من أهم الشواهد على نضج المراكز الحضارية العربية الاسلامية استطاعت أن تستقطب ثلة نيرة من الادباء والعلماء الذين اهتموا بتطوير المعارف الانسانية فى جميع الفنون والعلوم وظلت فى الذاكرة الجماعية منارات على درب المعرفة والبحث أشعت على الامم الاوروبية عند انطلاق عصر نهضتها وأضاف ان بغداد عاصمة الخلافة العباسية كانت تشكل فى عصرها الذهبى قطب الحركة العلمية الثقافية فى العالم الاسلامى كما كانت القيروان تشكل قاعدة الاسلام بالمغرب وظلت على مدى أربعة قرون عاصمة الثقافة الاسلامية فى افريقية والاندلس وهمزة وصل بين العراق وافريقية وبين المشرق والمغرب مبرزا التلاقح الفكرى والعلمى والعمرانى والتواصل المعرفى الذى كان سائدا بين القيروان وبغداد كما أشار الى التطابق فى الاسس الفكرية التى قام عليها بيت الحكمة البغدادى المشرقى الذى رعاه الخليفة العباسى المأمون وبيت الحكمة القيروانى المغربى الذى أنشأه الامير الاغلبى أبو ابراهيم أحمد مؤكدا ان المؤسستين كانتا من العناوين البارزة الشاهدة على الوعى المبكر بان ازدهار الحضارة يظل بالضرورة رهين مدى تفاعلها مع الحضارات الاخرى بغض النظر عن العقيدة واللغة والجنس واللون وتعرض الوزير الى الاسس التى قام عليها بيتا الحكمة ببغداد والقيروان ملاحظا ان القصد الرئيسى كان نشر ثقافة العلوم النفعية باعتبار ان العلوم العقائدية قد اتخذت من المساجد فضاء مخصصا لدراستها ونشرها واكد الوزير ان القيروان لم تبق تابعة للمشرق تحاكيه وتقلده بل تشربت خصائص بيئتها وأسست مدارسها الخاصة فى شتى المجالات العلمية والفقهية والنقدية والفنية وانتشرت معارفها فى كل بلاد المغرب والاندلس والبلدان الواقعة جنوب الصحراء كما أكد ان بيت الحكمة القيروانى كان زينة القيروان ومفخرتها التى تشد اليها الرحال من كل أنحاء المعمورة بما احتوى من خزائن جمعت امهات الكتب ونفائس المخطوطات فى العلوم الدينية واللغوية وفى الفلك وعلم الكلام والكيمياء والطب والفلسفة كما احتوى بيت الحكمة على قسم خاص بتعليم اللغات وقسم للترجمة وخلص الوزير الى القول ان بيت الحكمة القيروانى مثل لبنة اساسية فى ملحمة المعرفة ببلادنا وتركزت بتأسيسها مقومات النهضة الفكرية والعلمية بافريقية التى أشعت على باقى البلاد المجاورة وكان لها بالغ الاثر فى نقل المعارف الطبية العربية الى بلدان الحوض الشمالى للمتوسط الى ان جاء الزحف الهلالي الذى قضى على دور القيروان العلمى والمعرفى وأبرز كل من الاستاذ قاسم بوسنينة رئيس جمعية البرلمانيين التونسيين والاستاذ عبد الوهاب بوحديبة رئيس المجمع التونسى للعلوم والاداب والفنون التواصل الفكرى والمعرفى بين المشرق الاسلامى ومغربه داعين الى توظيف التكنولوجيا الحديثة للاعلام والاتصال في مزيد نشر اسهامات الحضارة العربية الاسلامية. كما طلبا استمرار العناية بالمخزون الثقافى والتراثى للقيروان بعد انتهاء تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية.