تونس (وات) - أعلن مجموعة من الشخصيات السياسية المنشقة عن حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات عن تشكيل تيار وسطي ديمقراطي يحمل اسم "الخيار الثالث" ويبحث عن تجميع المستقيلين عن التكتل والتحالف مع تيارات سياسية أخرى لتكوين حزب جديد في مرحلة لاحقة. وفي ثاني ندوة صحفية يعقدها مستقيلون من التكتل باسم تيار "الخيار الثالث" في ظرف ثلاثة أيام قالت هذه الشخصيات انها تمثل "مئات" من المنشقين عن التكتل واربعة نواب في المجلس الوطني التأسيسي. وأفادوا أن اتصالات تجري بينهم وبين المنشقين عن الحزب الجمهوري ممثلين في "التيار الاصلاحي بالحزب الديمقراطي التقدمي" السابق وتيار عبد الرؤوف العيادي المنشق عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والذي اعلن مؤخرا عن تأسيس حزب يحمل اسم المؤتمر الديمقراطي. وانتقد مؤسسو "الخيار الثالث"، الزعاماتية وغياب الديمقراطية وضعف الاداء الحزبي والحكومي للتكتل من اجل العمل والحريات وهي الاسباب التي أدت إلى "نزيف" من الاستقالات وفقدان ثقة الناخبين على حد تعبيرهم. ووصف جمال القرقوري اداء التكتل في حكومة الترويكا مع حزبي النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية بانه "هزيل" مضيفا ان "كل امكانية اصلاح داخل الحزب وتصحيح المسار أصبحت مستحيلة". وقال محمد علوش "حزب التكتل اصبح يساوي حزب (مصطفى) بن جعفر" الذي قال انه "ركب قطارا ليس قطاره ليكون في سدة الحكم". وأوضح عبد العزيز درغوث ان "الخيار الثالث" يقف وسطا بين الترويكا الحكومية "غير الفعالة" والمعارضة "غير البناءة" فيما اعلن صالح شعيب (نائب بالمجلس التأسيسي) "نحن تيار يضم جميع المناضلين الذين يدافعون عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية". وقد شارك في الندوة الصحفية كل من جمال القرقوري وصالح شعيب وعبدالعزيز درغوث ومحمد علوش ومحمد زرقوني وسامي الكراي. وانتقد المشاركون أداء حكومة الترويكا واعتبروا انها فشلت في تحقيق اهداف الثورة، معتبرين ان شريحة كبيرة من الشعب غير راضية عن ادائها بدليل تواصل الاعتصامات والاحتجاجات و"الفوضى في كامل تراب الجمهورية وعدم تحقيق الامن" على حد تعبير النائب صالح شعيب. واضاف ان حكومة الترويكا انبنت على "أسس غير صحيحة" وبرنامج اقتصادي واجتماعي "غير واضح" مما يجعلها تحالفا "من أجل توزيع الحقائب الوزارية فقط". ويعد تيار "الخيار الثالث" ثاني عملية تنظم في صلب المنشقين عن التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات بعد اعلان عضو المجلس التاسيسي خميس كسيلة عزمه عن تاسيس حزب سياسي. وبدأت الانشقاقات في التكتل بعيد انتخابات 23 اكتوبر الماضي وأهمها في ولاية بنزرت ثم امتدت الى عديد ولايات الجمهورية وخاصة تونس الكبرى.