القاهرة (من مبعوثة وات بهيجة بلمبروك) - صحيح أن "أزمة تسليم البغدادي المحمودي في تونس كادت تعصف بالائتلاف الثلاثي وتفجره، غير ان اللحمة الوثيقة بين أطرافه مكنت من تجاوز ذلك واستعادة الروح الوفاقية فيه والظهور من جديد بأكثر قوة"، ذلك ما أكده رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي، مساء الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة. وبين المرزوقي، في مداخلته في الندوة الفكرية التي تناولت موضوع "الثورة العربية بين إشكاليات التنظير وإشكاليات الممارسة"، الملتئمة على هامش الزيارة التي يؤديها الى مصر يومي 13 و 14 جويلية 2012، أن "الثورة العربية واحدة"، وأن تبادل الخبرات بين بلدان الثورات العربية أمر مهم جدا". وقال إن "الفلول الناشطة ضد الثورات العربية ستكون الخاسر الأول اذا ما حاولت إفشالها". وأكد أمام الحضور الهام من المفكرين والإعلاميين المصريين، أن الشعوب العربية إزاء ثورة واحدة وليس ثورات عربية أيا كان مكانها، تونس او مصر او ليبيا او اليمن او سوريا، لأنها واحدة في التقائها في الأسباب وفي أبطالها وفي أهدافها". وأضاف الثورات العربية "يحركها طلب العدل والحرية كقاعدتين للنظام السياسي المنشود والمساواة كقاعدة للنظام الاقتصادي الذي يطالب به الشعب والسيادة الوطنية". واعتبر المرزوقي، أن التعامل مع هذه الثورات بنجاعة يتطلب ربطها بمعرفة القوانين التي تتحكم في المراحل الثورية المتعلقة أساسا بخمس عناصر رئيسية. وبين ان هذه العناصر تتلخص "في الحد قدر الإمكان من ثمن الثورة للتسريع في تحقيق المصالحة الوطنية والتصدي لكل المحاولات اليائسة للثورة المضادة وتفادي منطق التتابع على الوصاية والإقصاء والإبقاء على سلمية الثورة في التعامل مع الثورة المضادة وبناء اكبر تحالف ممكن بين القوى الثورية على أساس الوفاق". وشدد على أن تحقيق وتمتين مكاسب الثورة واستكمال أهدافها يتطلب وقتا طويلا مشيرا الى وجود "حيف كبير" في الثورة "اذ ليس بالضرورة أن يتمتع من قام بالثورة بنتائجها"، وهو ما يؤدي الى الشعور "بالغبن عند الكثير منهم" على حد تعبيره. يذكر ان رئيس الجمهورية المؤقت أجرى مساء الجمعة حوارا صحفيا مع إحدى القنوات التلفزية المصرية.