قرطاج (وات) - اعتبر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر أن زيارات رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي إلى كل من مصر واثيوبيا وفرنسا "ايجابية في مجملها". وأكد خلال ندوة صحفية صباح الاثنين بقصر قرطاج "أهمية الزيارة إلى مصر باعتبارها أول زيارة لهذا البلد بعد الانتخابات الرئاسية فضلا عن كونها جمعت أول رئيسين منتخبين في بلدين من بلدان الربيع العربي ". وأوضح منصر أن هذه الزيارة كانت مناسبة للتأكيد على "زوال أسباب تواصل الفتور" الذي كان سائدا علاقات البلدين في السابق وعلى الإرادة الحقيقة في تعميق التعاون من خلال الإسراع في عقد دورة جديدة للجنة العليا المشتركة من أجل تفعيل برامج واتفاقيات تعاون في المجال الاقتصادي. أما بالنسبة لمشاركة المرزوقي في أشغال الدورة 19 لقمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا فقد أفاد عدنان منصر أنها توجت بالتوقيع على 3 اتفاقيات من قبل رئيس الجمهورية المؤقت وهي البروتوكول المتعلق بالنظام الأساسي للمحكمة الإفريقية للعدل وحقوق الإنسان واتفاقية الاتحاد الإفريقي لحماية ومساعدة الأشخاص النازحين داخليا والميثاق الإفريقي للنهضة الإفريقية، فيما تولى كاتب الدولة المكلف بالعالم العربي وإفريقيا عبد الله التريكي خلال نفس الدورة الإمضاء على الميثاق الإفريقي للإحصائيات. ووصف الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية زيارة المرزوقي إلى فرنسا بأنها "ناجحة بكل المقاييس حيث مثلت مؤشرا لعودة العلاقات بين البلدين إلى طابعها الاستراتيجي"، لافتا إلى أن سعي تونس إلى تنويع شركائها لن يكون على حساب علاقاتها مع أوروبا وفرنسا بالخصوص. وأفاد منصر أن هذه الزيارة كانت مناسبة للنظر في العديد من الملفات والقضايا الهامة ومن بينها ملف جراية المتقاعدين التونسيين من فرنسا وعودة المهاجرين بصفة غير شرعية إلى الوطن ب"طرق لا تمس من كرامتهم" على حد قوله . وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عبر عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة القانونية والتقنية من أجل استعادة تونس لأموالها المنهوبة وسعي فرنسا لتشجيع مواطنيها على القدوم إلى تونس (للسياحة والاستثمار). وتحدث في السياق ذاته عن القرار الفرنسي بإحداث لجنة لدفع الاستثمار تتكون من الهياكل المشرفة على المؤسسات الصغرى والمتوسطة ومن المؤسسات الاقتصادية الفرنسية الكبرى بمشاركة حكومية وبالتنسيق بين سفارتي البلدين من أجل ضبط قائمة في المشاريع والاستثمارات وتوجيهها نحو المناطق الداخلية. وأوضح أنه وعلى خلاف ما راج في عدد من وسائل الإعلام الوطنية فان هذه الزيارة مثلت مناسبة للتباحث بشأن "إمكانية تحويل جزء من الدين العمومي إلى استثمارات في الجهات الداخلية" وهي مسألة قال "إنها مازالت قيد الدرس"، مؤكدا تمسك الجانبين بصيغة الحوار 5 زائد 5 وإعادة تنشيط الاتحاد من أجل المتوسط. ولئن أبدى عدنان منصر "تفهمه تجاه عدم اهتمام الصحافة التابعة لليمين الفرنسي بزيارة رئيس الجمهورية إلى فرنسا باعتبارها كانت تدعم النظام السابق في تونس " على حد قوله فانه أعرب عن "استغرابه من تجاهل جزء كبير من الإعلام العمومي لهذه الزيارة ومن مطالبة إحدى المؤسسات الإعلامية العمومية رئاسة الجمهورية بتحمل تكاليف كراء جهاز البث في حين قطع التلفزيون الفرنسي برامجه لبث الندوة الصحفية المشتركة التي عقدها الرئيسان في الايليزي". وفي موضوع آخر جدد منصر "التزام رئيس الجمهورية المؤقت باتفاقه مع رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي" بشأن ترشيح الشاذلي العياري لمنصب محافظ البنك المركزي ،معتبرا "اللغط الذي رافق عملية التصويت ناتجا عن عدم فهم البعض ان أي قرار جمهوري يشترط موافقة المجلس الوطني التأسيسي " لنفاذه.