تونس (وات) - أفاد الصادق العرفاوي المستشار بوزارة الشؤون الدينية أن الوزارة "قررت تعيين أستاذ الفقه بجامعة الزيتونة محمد بوزغيبة إماما على جامع الزيتونة". وأضاف في تصريح عبر الهاتف إلى (وات) بأن قرار الوزارة جاء "على إثر تلقيها تشكيات من مواطنين ومسؤولين حكوميين وشخصيات مستقلة تطالب بوضع حد لتصرفات الإمام السابق حسين العبيدي" والذي قال إنه "دائما ما يثير الفتنة". وكان العبيدي قد اتهم في خطبته ليوم الجمعة 27 جويلية والتي بثت مقتطفات منها على مواقع الإتصال الإجتماعي، وزارة الشؤون الدينية بالسعي إلى "إزاحته والسيطرة على جامع الزيتونة الذي تم بإذن قضائي فتح أبواب هيئته العلمية بعد عقود من الإغلاق". وأكد المستشار أن "العبيدي قام بالإستيلاء على جامع الزيتونة ونصب نفسه إماما بالرغم من أن وزارة الشؤون الدينية تعد الجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة قانونيا على تسيير المساجد وتعيين إطاراتها والإشراف عليها" حسب قوله. وأبرز العرفاوي في ذات السياق أن "الشيخ المذكور دائما ما تثير تصريحاته إشكاليات في تونس"، مذكرا بدعوته إلى "قتل الفنانين التشكيليين في ما يسمى بحادثة قصر العبدلية بالمرسى" علاوة على "تكرر اعتداءاته على المواطنين"، وفق تعبيره. وقال إن العبيدي اتهم بعض المواطنين الحاضرين خلال خطبة 27 جويلية بأنهم "جواسيس أرسلوا من طرف الحكومة المؤقتة" مما أحدث هرجا ومرجا في هذا الجامع المعمور، موضحا أنه "كان لزاما على الوزارة أن تقرر تعيين إمام جديد لهذا الجامع" . وأفاد المستشار أن حسين العبيدي قام، ردا على قرار الوزارة، بتغيير أقفال الجامع وأن وزارة الشؤون الدينية أرسلت إثر هذه الحادثة عدل منفذ للمعاينة والتأكد من الحادثة وذلك بحضور أعوان ومسؤولين من الأمن. وأضاف أنه أثناء قيام العدل بمهمته قام الشيخ العبيدي بالإعتداء عليه ب "العنف المادي واللفظي" فكان أن تم استدعاء الشيخ من قبل المصالح الأمنية للتحقيق معه فيما نسب إليه من تهم. يذكر أن حسين العبيدي صرح يوم السبت لوكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب" بأنه "أقام دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية يتهم فيها رجال أمن في زي مدني باختطافه وضربه لمنعه من إلقاء خطبة الجمعة 3 أوت 2012". وأضاف في هذا التصريح أن "ثمانية عناصر من فرقة مكافحة الإجرام كانوا يستقلون أربع سيارات مدنية اختطفوه صباح يوم الجمعة في طريق قريبة من غابة بولاية بن عروس وتم نقله إلى مركز فرقة مكافحة الإجرام بمنطقة القرجاني بالعاصمة تونس حيث تعرض لإعتداء بالعنف المادي واللفظي "من قبل عناصر الأمن". وأكد العبيدي أنه أصيب جراء هذه الاعتداءات ب "خلع في الكتف وآلام في العمود الفقري وارتفاع كبير في ضغط الدم ونسبة السكر في الدم" وفق ما جاء في تصريحه لوكالة الأنباء الفرنسية. ومن جهتها نفت وزارة الداخلية تعرض حسين العبيدي إلى أي اعتداء لفظي أو مادي بمناسبة التحري معه، مشيرة في بلاغ أصدرته يوم السبت إلى أنه تمت معاملته "معاملة حسنة مع تمتيعه بكامل الضمانات القانونية". وأوضحت الوزارة أنه تم استدعاء العبيدي من قبل مصالح الشرطة قصد "التحري معه في قضيتي اعتداء بالعنف وقضية تغيير أقفال أبواب بجامع الزيتونة"، مضيفة أنه تم "إعلام النيابة العمومية التي أذنت بإبقائه في حالة سراح على ذمة البحث".