تونس (وات) - تركزت أعمال اليوم الثاني من مؤتمر حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، على أشغال أربع لجان رئيسية لإعداد المضامين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية التي سيواجه بها الحزب المرحلة المقبلة وتمكنه من دعم إشعاعه ودوره السياسي حسبما أفاد به (وات) عدد من قادته ومناضليه. واللجان الأربع الرئيسية التي احتضنت نقاشات المؤتمرين هي "اللجنة السياسية" و"لجنة التنمية" و"لجنة التشريع" و"لجنة النظام الداخلي"، التي ستعد لوائحها لتعرض على المؤتمرين يوم الأحد قبل المرور في المساء إلى انتخاب القيادة الجديدة للحزب وهم الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني اللذين ينتظر أن يشهدا تعزيز حضور الشباب والمرأة والإطارات صلبهما. وقالت عضوة المجلس الوطني التأسيسي، سامية عبو، عن اللجنة السياسية، ان هذه اللجنة "ستثبت موقف الحزب من النظام السياسي المستقبلي، والمتمثل في النظام المختلط، الذي تتوازن فيه السلطات بين البرلمان ورئاسة الجمهورية". وأضافت أن اللجنة ستؤكد أيضا على "التمسك بالديمقراطية وحقوق الانسان والحريات في مفهومها الكوني وبحقوق المرأة ومكتسباتها وتعمل على توضيح العلاقات مع الشريك الرئيسي في الحكومة، وهو حزب النهضة من أجل تحسين الأداء السياسي"، حسب قولها. ومن ناحيتها أكدت سهام بادي، رئيسة المؤتمر، ان حزبها يولي أهمية كبيرة لمكانة المرأة السياسية والاجتماعية ولمنحها الأدوار القيادية التي تستحقها، مستدلة على ذلك بوجودها في الحكومة وبوجود عديد النائبات في المجلس الوطني التأسيسي. وأكدت في هذا الصدد اتجاه المؤتمر الى تعزيز حضور العنصر النسائي في الهياكل القيادية للحزب. أما لجنة اللائحة التنموية والتي ستحدد تصور الحزب في مجال التنمية والشؤون الاجتماعية والثقافية فستؤكد، حسب ما أفاد به رئيسها محمد الكوني، على ثلاثة مبادئ كبرى، وهي "إدماج المحلي في الوطني في مجال التنمية تلاؤما مع توجه البلاد في الدستور الجديد نحو دعم اللامركزية والتنمية المحلية وإعطاء مزيد من المبادرة للجهات" و"اعتماد التخطيط الاستراتيجي" و"التركيز على الإنسان كفاعل أساسي في صنع التنمية". وستؤكد اللائحة على "الدور الأساسي للدولة" في عملية التنمية الى جانب "تأييد المبادرة الخاصة بحيث يكون هناك معادلة بين المبادرة الفردية ودور الدولة كفاعل اقتصادي" حسب قول رئيس اللجنة. وقال الأمين العام المتخلي والمترشح لهذه الخطة من جديد، محمد عبو، إنه سيتم العمل خلال المؤتمر الحالي على "ضخ دماء جديدة في قيادة الحزب وتوسيع نطاق المشاركة في إدارته"، في حين أكد سمير بن عمر، النائب عن الحزب بالمجلس التأسيسي ومستشار رئيس الجمهورية، أن هدف المؤتمر من أجل الجمهورية هو "التحول من حزب نخب إلى حزب جماهيري". ويرى النواب الشبان بالمؤتمر مثل الهاشمي العمدوني عن ولاية جندوبة ونائبتا المهجر سارة وسمية (فرنسا) ومبروكة مبارك (الولاياتالمتحدة)، أن حزب المؤتمر مطالب بتلافي نقائص هامة منها ضعف العمل الميداني خاصة في الجهات والمناطق الداخلية وتنمية موارده ودعم رصيده من الإطارات وحاملي الشهائد العليا حتى يحتل مكانه بين الأحزاب القوية. وأكدت نائبتا المهجر على ضرورة وضع خطة لدعم العلاقات بين التونسيين في الخارج وبلادهم وتشريكهم في تنميتها والاستثمار فيها وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم، مؤكدتين أهمية عمل الحزب على ترسيخ المواطنة وقيم الحداثة وحماية البلاد من التطرف. وكانت أشغال المؤتمر قد افتتحت عشية أمس برسالة مطولة وجهها الرئيس المؤسس للحزب محمد منصف المرزوقي، إلى المؤتمرين، أكد فيها على الدور الفاعل لمناضلي الحزب في مقاومة الاستبداد وتحقيق أهداف الثورة، داعيا إياهم إلى البحث عن تجاوز نقاط الضعف والمحافظة على جذرية التمسك بالمبادئ والواقعية في الممارسة السياسية وإعداد مرشحيهم للانتخابات القادمة.