تونس (وات)- مثل التقرير الأولي حول"تقصي الحقائق من خلال شهادات النساء حول أحداث الثورة التونسية : أية عدالة انتقالية للنساء؟"محور المائدة المستديرة التي نظمتها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، بعد ظهر السبت بالعاصمة. ويعد هذا التقرير، وفق ما ورد في مداخلة لعضو الجمعية سناء بن عاشور، محاولة للدفع بمسار العدالة الانتقالية التي يجب أن تدمج فيها المرأة على قدم المساواة مع الرجل، مضيفة أنه يهدف بالأساس إلى الكشف عن حقيقة العنف النوعي المسلط على النساء أثناء وبعد أحداث ثورة 14 جانفي. ويتضمن هذا العمل في قسمه الأول نتائج دراسة ميدانية حول حقيقة الانتهاكات والعنف المسلط على النساء التي توصلت إليها عضوات لجنة تقصي الحقائق التابعة للنساء الديمقراطيات خاصة في تالة والقصرين والرقاب من خلال زيارة 20 عائلة والاستماع إلى 99 شهادة منها 58 لنساء. وأبرزت سناء بن عاشور أن هذه الشهادات تبين "فضاعة الجرائم التي تم ارتكابها في حق أهالي تلك المناطق على غرار حادثة "الحمام" بالقصرين واستهداف الشبان والشابات من التلاميذ من قبل القناصة وإطلاق البوليس وفي بعض الأحيان الجيش الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على المشاركين في مواكب دفن الشهداء"، على حد قولها. أما القسم الثاني من هذا التقرير الذي جاء تحت عنوان "أية عدالة انتقالية لحماية النساء؟"، فقد خصص للحديث عن هذا المفهوم وتطبيقاته وشروط انجاز العدالة الانتقالية المنصفة للنساء،. وبينت عضو الجمعية نائلة الزغلامي، في مداخلة بعنوان "من تقصي الحقائق إلى العدالة الانتقالية"أنه "تأكد لدينا من خلال التقرير أننا لسنا متساويات مع الرجال حتى أمام آلة القمع" بحسب تعبيرها، في إشارة إلى مسألة تطبيق العدالة الانتقالية. وأضافت أن "هذه اللامساواة" تعود إلى ما أسمته "ضعف وتخلف المنظومة الثقافية للأمن والقضاء والإدارة"، موضحة انه لاسبيل لتحقيق العدالة الانتقالية الا بضمان قضاء مستقل وإعلام حر ونزيه. وأكدت عضوات لجنة تقصي الحقائق التابعة للنساء الديمقراطيات، بالمناسبة، أنه تم الوقوف أثناء انجاز التقرير على أشكال عنف جديدة وصلت "حد الاحتقار و إهانة الضحايا من جرحى وعائلات الشهداء والتلاعب بقضيتهم والمس من كرامتهم فضلا عن الصعوبات المتعلقة بتشعب مسار الكشف عن الحقيقة والعدالة"، على حد قولهن. يذكر أن برنامج الندوة تضمن أيضا عرضا لفيلم حول البحث الميداني للجنة تقصي الحقائق للجمعية وشهادات لعدد من ضحايا وعائلات شهداء وجرحى الثورة.