تونس (وات) - أفادت وزارة الداخلية، وفق معطيات قالت إنها غير نهائية، أنه تم اليوم الجمعة، تسجيل وفاة شخصين في صفوف المتظاهرين في محيط السفارة الأمريكية بالعاصمة وجرح 22 عون أمن و28 ممن أسمتهم ب"المعتدين"، إلى جانب حرق سيارة أمنية وإيقاف 28 من المحتجين. وأكدت الوزارة، في هذا الصدد، أن قوات الأمن معززة بقوات من الجيش الوطني تمكنت من تفريق المحتجين في وقت متأخر من عشية يوم الجمعة. واعتبرت رئاسة الحكومة في بلاغ لها الجمعة، أعمال العنف في محيط السفارة الأمريكية، "عدوانا غير مبرر على حرمة المؤسسات والهيئات الدبلوماسية يعرض القائمين به إلى المتابعة القانونية"، مؤكدة "التزامها التام بالحماية الكاملة لمقرات السفارات والبعثات الدبلوماسية في تونس وعزمها على تطبيق القانون ومنع التجاوزات في تنظيم المظاهرات والاحتجاجات". ويشار إلى أن رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي كان قطع إجازته وعاد إلى العاصمة لمتابعة الأحداث والاحتجاجات العنيفة التي جدت بعد ظهر الجمعة بمحيط السفارة الأمريكية، عن كثب. ومن جانبه أكد رئيس الجمهورية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، في كلمة متلفزة إلى الشعب التونسي، أن مشاهد العنف التي عاشتها تونس يوم الجمعة في محيط سفارة الولاياتالمتحدة "غير مقبولة بتاتا" و"مرفوضة جملة وتفصيلا." وشدد على أن "استفزازات" بعض المجموعات، في إشارة إلى المجموعات المحسوبة على التيار السلفي، قد "تجاوزت الخط الأحمر و"على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في وقف هذا الخطر الداهم الذي أصبح لا يهدد فقط حريات التونسيين وحقوقهم.. بل أيضا علاقات تونس الدولية وصورتها في الخارج ومصالحها الحيوية". أما رئاسة المجلس التأسيسي، فقد عبرت في بيان لها مساء الجمعة ، عن "بالغ الانشغال" إزاء التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية وردود الفعل الناتجة عن صدور الفيلم المسيء للرسول الكريم، داعية الجهات المعنية إلى "فتح تحقيق فوري وجدي في طريقة وصول المحتجين إلى مبنى السفارة الأمريكية". يذكر أن موفد "وات" إلى ساحة الأحداث بمنطقة البحيرة، أفاد أن مدرعات للجيش والحرس الوطنيين تمركزت على مستوى حي العوينة ( طريق المرسى)، وحي السلامة المحاذي لمقر المدرسة الأمريكية بمنطقة البحيرة بالعاصمة، إضافة إلى تمركز سيارات أمن على مستوى الجسر المحاذي للمركز الوطني لرسم الخرائط والاستشعار عن بعد. وقد سجل منذ اندلاع المواجهات بين المحتجين ورجال الأمن، قدوم تعزيزات من مختلف تشكيلات الأمن والجيش الوطنيين إلى منطقة البحيرة والأحياء المجاورة لها، حيث قامت قوات الأمن لمدة ساعات بمطاردة المحتجين بغرض تشتيتهم وإبعادهم عن مقر السفارة الأمريكية إضافة إلى تركيز حواجز أمنية. وتحدثت أنباء عن قيام فرقة مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية بإجلاء السفير الأمريكي من مبنى السفارة. وأفاد مصدر امني موفد "وات" بأنه تم إيقاف العديد من المتظاهرين، مؤكدا أن المبنى الرئيسي للسفارة لم يقع اقتحامه. على صعيد متصل، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خالد طروش في تصريح هاتفي مساء اليوم الجمعة ل"وات" أن قوات الأمن قامت بمداهمة منزل "الشيخ" السلفي "أبو عياض" (سيف الله بن حسين) دون إلقاء القبض عليه. وذكر أن "الأبحاث في موضوع الاعتداءات المسجلة في محيط السفارة الأمريكية بالعاصمة ما تزال جارية"، قائلا إن" وزارة الداخلية لن تتوانى عن إيقاف كل من له علاقة بهذه الاعتداءات بالتحريض وبالمشاركة".