تونس 17 فيفرى 2010 (وات) اكد السيد محمد النورى الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي يوم الاربعاء بتونس ان بناء مغرب عربي قوامه سياسات اقتصادية مندمجة اصبح اليوم وأكثر من أى وقت مضى خيارا استراتيجيا لا حياد عنه خاصة أمام تنامي التكتلات الاقتصادية والسياسية عبر العالم. وأوضح الوزير لدى اشرافه على اختتام الملتقى حول الاندماج الاقتصادى المغاربي الذى نظمته وزارة الشوون الخارجية بمناسبة الذكرى 21 لاعلان قيام اتحاد المغرب العربي ان الازمة المالية العالمية أظهرت أن الاقتصاديات المبنية على القطرية والانعزال لا تملك القدرة والادوات الضرورية لتنأى بنفسها عن تأثيرات مثل هذه الازمة وأن المستقبل للدول التي تنصهر وتتوحد في فضاءات تمكنها من تأمين وحماية مصالحها. وبين ان تحقيق التنمية والاستقرار في منطقة المغرب العربي يبقى رهين تحقيق /اندماج اقتصادى مغاربي فاعل ودائم/. ولاحظ أن الارساء الفعلي لمنطقة التبادل الحر المغاربية و ضبط قواعد منشأ واضحة ومرنة سيرفع من نسق التجارة بين الدول المغاربية ويوفر الارضية المناسبة للمستثمرين المحليين والاجانب لاقامة مشاريعهم في بلدان الاتحاد المغاربي التي تعتبر سوقا مهمة تضم حوالي 100 مليون مستهلك. وأشار السيد محمد النورى الجويني في هذا السياق الى ضعف المبادلات التجارية بين الدول المغاربية التي لا تتجاوز نسبتها 3 بالمائة من حجم المبادلات التجارية الخارجية لاقطار المغرب العربي فيما تبلغ أكثر من 15 بالمائة في سوق دول أمريكا الجنوبية وتصل الى 22 بالمائة في مجموعة دول جنوب شرق اسيا. وشدد على أهمية تدارك التأخير في تحقيق مختلف مراحل الاستراتيجية المغاربية للتنمية المشتركة وخاصة من خلال تنسيق السياسات في مجال التجارة وتوحيد الانظمة التجارية والجمركية. وأبرز الدور الهام الموكول للاتحاد المغاربي لاصحاب الاعمال في تحقيق انسياب التجارة والخدمات والمقاولات في الفضاء المغاربي معربا عن الامل في انطلاق عمل المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية في المستقبل القريب حتى يضطلع بدوره في تمويل المشاريع المغاربية وتمتين أواصر الشراكة والتكامل بين البلدان المغاربية. ودعا الوزير الى الاسراع في انجاز المشاريع المغاربية الكبرى المشتركة على غرار اتمام الطريق السيارة المغاربية والشبكة الحديدية والقطار المغاربي السريع والقمر الصناعي المغاربي للاتصالات ملاحظا ان هذه المشاريع يمكن أن تكون خير دعامة لبنية لوجستية عصرية تكفل ارساء مناخ أعمال ملائم وتضمن ارساء القواعد الضرورية لاندماج اقتصادى مغاربي فاعل ودائم. وابرز اهمية ارساء فضاء اقتصادى مغاربي في دعم قوة الاتحاد التفاوضية ازاء التجمعات العالمية الكبرى ملاحظا أن غالبية شركاء الاتحاد المغاربي من دول الشمال تخير التعامل مع مجموعة مغاربية مندمجة كسوق استثمار وانتاج وتوزيع. واستعرض حصيلة التعاون الميداني بين الاقطار المغاربية منذ اعلان قيام اتحاد المغرب العربي قبل 21 عاما مشيرا الى تضاعف المبادلات التجارية بين تونس والدول المغاربية بين سنتي 2005 و2008 من حوالي 9ر1 مليار دينار الى حوالي 2ر4 مليار دينار. كما ارتفع عدد الموسسات المغاربية المنتصبة بتونس مع موفى العام المنقضي لتبلغ 107 موسسات باستثمارات جملية بحوالي 300 مليون دينار توفر نحو 8500 موطن شغل في ما يقدر عدد الموسسات الصناعية التونسية المنتصبة في الجزائر وحدها ب200 موسسة.