تونس 8 مارس 2010 /وات/ - اكدت السيدة فهمية شرف الدين استاذة علم الاجتماع بلبنان ان تجربة تونس الرائدة على مستوى تحسين ظروف النساء تعد نموذجا رائعا يحتذى مشيرة الى الاصلاحات الهامة التي تم ادخالها على القوانين والتشريعات التونسية ذات الصلة. وتوجهت في محاضرة تحت عنوان "النهوض بالمراة العربية بين الواقع والطموح" القتها اليوم الاثنين في موكب افتتاح الندوة العربية حول "مناهضة العنف ضد المراة تكريس للقيم الانسانية" بعبارات التقدير والاحترام الى السيدة ليلى بن علي لاختيارها هذا الموضوع للندوة. وتعرضت في محاضرتها الى اوضاع النساء في العالم العربي موضحة ان مختلف الدراسات السوسيولوجية والحقوقية والتقارير الاقليمية قد بينت ان المراة في المنطقة العربية هي في اخر السلم مقارنة بنساء العالم من حيث تمتعها بحقوقها وحريتها وكينونتها المستقلة وبينت في هذا السياق ان المراة في غالب البلدان العربية باستثناء تونس، مواطنة من الدرجة الثانية في كل ما له علاقة باتخاذ القرار سواء داخل الاسرة او في المجتمع بالرغم من بعض المحاولات التي برزت خاصة خلال التسعينات نتيجة للتحولات التي افرزتها الثورة المعرفية بما ادى الى ظهور مقاربة جديدة تتمثل في الدعوة الى مراجعة النظرة تجاه المراة وموقعها واعادة النظر في الخطاب المتصل بها واوضحت المحاضرة انه بالرغم من التقدم الذي احرزته هذه الرؤية لدى النخب النسائية والسلطات السياسية في العالم العربي والذي تجلى عبر بعض التغيرات التي حدثت على صعيد المشاركة السياسية او التعديلات القانونية فان الممانعة لاي تغير نوعي على العلاقات بين الجنسين ما زالت قائمة واستحضرت في هذا السياق الخطة التي تبنتها الدول العربية سنة 1995 للنهوض بالمراة العربية والتي لم يكن تنفيذها في مستوى الامال في معظم الدول العربية ما عدا تونس التي بادرت باكرا الى اعادة النظر في كل ما يتعلق بالمراة لتصبح اليوم نموذجا رائعا في تمكين المراة وتحررها. وبعد ان ابرزت ما تضمنه "تقرير التنمية العربية الانسانية" من رؤية استراتيجية للنهوض بالمراة في المنطقة تتطلب القيام باصلاحات عميقة وعلى المدى البعيد على المستويين القانوني والمؤسساتي بالخصوص، عبرت الماضرة عن الامل في ان تسهم منظمة المراة العربية في التنسيق بين الجهود المبذولة على الصعيدين المحلي والاقليمي لتحسين اوضاع المراة العربية والنهوض بدورها في المجتمع.