تونس 25 مارس 2010 (وات)- جولة أولى افتراضية تلك التي أخذ اليها الممثل الكوميدي المتألق جعفر القاسمي بطل الوان مان شو الجديد /تونسي.كوم/الجمهور الحاضر يوم الأربعاء في عرضه الخاص بقاعة الفن الرابع بالعاصمة ليعود به الى الواقع ومتناقضاته مقدما صورة التقطت من زاوية واحدة لمجتمعنا الغاية منها إبراز ما أصبح يعلق بحاضرنا من سلبيات سلوكية ستتعمق حسب نص الاعلامي نوفل الورتاني في العالم الافتراضي. موسيقى صاخبة صاحبت خروج الممثل ببدلته البيضاء الناصعة ليطلب الاعتذار من الجمهور عن تأخره لانغماسه في جولة افتراضية عبر الانترنت داعيا اياه للاطلاع على ما يجري في عالم /الكوم/ متوسلا نقطة بداية رئيسية تتمثل في عائلة تونسية انتقلت للعيش في أحد الاحياء الراقية فوجد افرادها انفسهم منخرطين في عالم مغاير بما يحمله من تناقضات وانسلاخ عن القيم والمبادىء الاصلية . ومن خلال حياة هذه العائلة ينطلق الممثل بأسلوب سردي وهزلي مدروس في تجسيد مقاربة مسرحية تسعى الى / استنطاق/ ما هو جماد وافتراضي ليحوله الى شخصيات تتكلم وتعبر عن احاسيسها وواقعها بشكل غير مسبوق. عملية الاستنطاق أو بالاحرى /التنطيق/ هذه التي مثلت الطبق الرئيسي للعمل افرزت شخصيات طريفة مثل /الديس/ و/شرن/ و/القرجومة/ التي دارت بينها وبين المعدة حوارات طريفة حول نهم التونسي أضحكت الجمهور كثيرا. كما برزت شخصيات اخرى مستقاة من عالم النات مثل /المودام/ و/القوقل/ و/الاماسان/ و/السكايب/ فكانت من اقوى فترات هذا العمل الذي نجح في جر المشاهد الى جولة مبتكرة عبر مسالك افتراضية ابرزت انغماس انسان اليوم في مكوناتها المغرية وجعلته يفقد الصلة بقضايا اخرى مصيرية لها تأثيرها الحاسم على الفرد والمجتمع /التونسي.كوم/ عمل حضر فيه التجديد والذكاء على مستوى النص والاخراج برز فيه جعفر القاسمي كممثل له قدرات عالية في الاداء والحضور الركحي وظفها لاقناع المشاهد بتنوع الشخصيات وابراز اختلافها وتعقيدها. كما ابرز العمل كفاءة المخرج الشاب صحبي عمر الذي نجح في تامين الانتقال بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي مستعملا في ذلك اضاءة موظفة للغرض ومؤثرات موسيقية ساعدت على تجسيد الشخصيات وتصوير العوالم المنشودة . هذا العمل المسرحي الجديد الممضى من طرف شركة /التونسية للانتاج/ لصاحبها أحمد العقربي الجريبي جاء ليعزز تجربة الوان مان شو في تونس والتي أصبحت تحظى باقبال جماهيري واسع من مختلف الاجيال.