تونس 30 افريل 2010/وات/-اثارت القصور اهتمام الباحثين من مختلف التخصصات العلمية كما الهمت المبدعين في شتى مجالات الفن والابداع وهي تمثل اليوم مجالا خصبا للابتكار ومازالت تثير اعجاب الزوار والسياح بهذه العبارات استهلت مجلة //الحياة الثقافية// عددها الجديد لشهر افريل 2010 الذي خصصته /لعالم القصور..تراث وتنمية/ تزامنا مع احتفال تونس بشهر التراث. وللحديث عن الابعاد الحضارية وعن مميزات وخصائص القصور بالجنوب الشرقي التونسي اوردت المجلة مجموعة من البحوث والدراسات التي تناول فيها اصحابها من اساتذة جامعيين وموءرخين مواضيع لها مساس بالقصور من حيث الاحاطة بمختلف ابعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمعمارية وكذلك من جانب تجربة توظيفها سياحيا مثل قصر زمور بولاية مدنين وامكانية توظيفها في الانتاج السمعي البصري. وتمثل دراسة الاستاذ محمد نجيب بوطالب مدخلا لوضع القصور بالجنوب الشرقي في سياقها الحضاري من خلال الجانب المعماري والتواصل المحلي للسكان والتقسيم الداخلي للقصور التي لعبت عبر التاريخ دورا مركزيا في حياة السكان باعتبارها مظهرا من مظاهر الاستقرار. وتضيف الدراسة ان القصر كان فضاء معماريا متطورا لانه استطاع ان يستوعب مختلف الانماط الثقافية الوافدة عليه وان يواكب التغيرات الطارئة حوله دون ان يفقد خصائصه ووظائفه الاساسية. ومن البحوث المتميزة التي تضمنها هذا العدد الخاص /الحرف والصنائع بمنطقة قصور الجنوب الشرقي التونسي/ حيث اشار الاستاذ الضاوي موسى الى ان رزق المجتمعات البدوية يقوم اكثر على الفلاحة خاصة في مثل هذه الجهات التي يغلب عليها المناخ الصحراوي الجاف والقليل الامطار الى ان نشات في تلك القصور صناعات وحرف كالحدادة والنجارة ولكنها كانت بسيطة عند اهل العمران البدوي وهي اكثر تطورا وتنوعا عند سكان قصور القرى الجبلية /الدويرات و شنني وقرماسة../ ونظرا للتحول الاجتماعي الذي شهده مجتمع منطقة القصور فقد تغيرت خريطة المهن فانقرض البعض منها مثل حراسة القصر وصناعة الطين وتجارة الاقفال الخشبية وتطور البعض الاخر فصنع الحرفيون من نسيج الغرارة والفليج المحافظ والاحذية والحقائب كما استنبط اخرون من رسوم النسيج اشكالا جديدة تحولت معها بعض الملابس الى محترفي عرض الازياء وتزيين الصالونات. وتخلل صفحات المجلة في عددها 212 ملفا مصورا تحت عنوان /عالم القصور ..تراث وابداع/ يشتمل على خرائط وصور ومعطيات تفصيلية حول القصور فهو نتيجة برنامج بحث تونسي الماني اشترك فيه كل من استاذ الجغرافيا في جامعة صفاقس عبد الفتاح القاصح واستاذ الجغرافيا في جامعة بايرويت الالمانية هربرت بوب. ويتطرق الملف الى الاطار الجغرافي العام للقصور مغاربيا واقليميا كما يقدم اصناف القصور في وحدتها وتنوعها ويستعرض كذلك مختلف مكونات القصور وتحولاتها مع قائمة القصور والخريطة التي تحدد موقعها والتي صدرت ضمن كتاب /اطلس القصور بالجنوب التونسي/ لهذين الاستاذين.