تونس 23 ماي 2010 (وات تحرير ريم حسن ) - تبقى المؤسسات التونسية ولاسيما المصدرة فى صميم اهتمامات الدولة واستراتيجياتها للفترة القادمة لاكسابها القدرة على رفع تحديات الجودة والانتاجية والتجديد التكنولوجي والابتكار وتعزيز حضورها فى السوق التونسية والاسواق الخارجية. وتتنزل الاجراءات التى اقرها رئيس الدولة خلال اجتماعه بداية الاسبوع المنقضى بالوزير الاول بخصوص دفع التصدير ومساندة المؤسسات لاقتحام الأسواق الخارجية فى اطار تجسيم هذا التوجه الذى يعد من بين المحاور الهامة للبرنامج الرئاسي للفترة 2009-2014 وتتمثل هذه الاجراءات فى إحكام التوجهات المقررة لانتهاج هيكلة قطاعية وجغرافية للتصدير أكثر توازنا وفاعلية وتوظيف التكنولوجيات الحديثة والنظم الآلية لدعم نفاذ المنتجات الوطنية فى الأسواق الخارجية. وقد اوصى رئيس الدولة فى هذا الاطار بتكثيف البرامج الترويجية لغرف التجارة والصناعة ودعم التنسيق بينها وتنظيم بعثات ترويجية إلى الأسواق المستهدفة وتعزيز المشاركة في المعارض والصالونات الدولية الى جانب مزيد العناية باسواق البلدان الإفريقية من خلال دعم الحضور التجاري فيها وتشجيع المؤسسات المصدرة على الانتصاب في البلدان المعنية وفتح مكاتب بها اضافة الى استغلال الإمكانيات والآفاق المتاحة للشراكة وتصدير الخدمات إلى البلدان الإفريقية. وتجسيما لهذه الاجراءات شرعت الاطراف المعنية بوضع برنامج مدقق ومبنى على التنسيق بين تدخلات غرف التجارة والصناعة ومركز النهوض بالصادرات فضلا عن الانطلاق فى انجاز برنامج عمل لمضاعفة حجم الصادرات مع التركيز على الخدمات يستهدف اسواق افريقيا جنوب الصحراء. كما يتضمن البرنامج تشجيع المؤسسات على الانتصاب اوعلى فتح ممثليات بالخارج والشروع فى تكوين نخبة من خريجي الجامعات وتشجيعها على العمل بهذه البلدان وذلك بوضع اليات خاصة الى جانب دراسة امكانيات توفير خط تمويل بالشراكة مع مؤسسات التمويل الاقليمية على غرار البنك الافريقي والبنك الاسلامي.../. وتبرز الارادة التى تحدو تونس لدفع الشراكة التونسية الافريقية من خلال البعثات الاقتصادية التى انتظمت خلال السنوات الاخيرة فى عدة دول افريقية وكذلك من خلال تعهد المؤسسات التونسية الناشطة فى مختلف انشطة قطاع الخدمات بالاستثمار فى افريقيا والمشاركة فى طلبات العروض التى تطلقها دول القارة بهدف احداث مشاريع مشتركة مع مؤسسات افريقية فى اطار روءية تقوم على تبادل المنافع. وقد تنامي عدد المؤسسات التونسية الفائزة بالمناقصات الدولية التي تطلقها دول القارة وتمولها مؤسسات مالية اقليمية ودولية خاصة فى قطاعات الدراسات والكهرباء والاشغال العامة وتكنولوجيات الاتصال. كما تتركز الجهود على ارساء شراكة مثمرة ودائمة تعود بالفائدة على الجميع مع كافة الدول الافريقية سواء فى الاطار الثنائي او فى اطار التعاون الثلاثي الى جانب الحرص على تسريع المفاوضات الرامية الى الانخراط فى السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا /كوميسا/ وابرام اتفاق تفاضلي مع المجموعة الاقتصادية والنقدية لافريقيا الوسطى. وقد افضت البرامج العديدة التى وضعتها الدولة ولا سيما برامج تنمية الصادرات /فاماكس/ والتاهيل والتحديث الى تحقيق نتائج معتبرة اكسبت المؤسسات التونسية قدرات هامة على التصدير وتحسين الاداء . ويعتبر برنامج تنمية الصادرات /فاماكس 3/ للفترة 2010-2014 من اهم هذه البرامج اذ يهدف الى تقديم المساعدة الى 1000 مؤسسة و80 هيكلا مهنيا لملاءمة المنتوجات الوطنية مع متطلبات الاسواق الخارجية وتنويع الاسواق وكذلك مساعدة 100 مؤسسة على الانتصاب بالخارج. كما يعكس برنامج التاهيل فى المرحلة القادمة طبيعة الرهانات المطروحة والاهداف النوعية المنشودة سواء منها المتصلة بتعزيز المحتوى التكنولوجي للمنتوجات التونسية او المتعلقة باحترام المواصفات العالمية وخاصة منها المواصفات البيئية. وقد اضطلع برنامج تحديث الصناعة بدور هام حيث استفادت 1200 مؤسسة من تدخلاته فى اكثر من 10 مجالات وهي الجودة والمواكبة والتطوير التكنولوجي ومجمعات التزود والتصدير واعادة الهيكلة المالية والادراج بالبورصة والملكية الصناعية وتركيز نظم التصرف المتطورة الى جانب مجال احداث المؤسسات عبر دعم المحاضن ومراكز الاعمال. وحسب الخبراء الاقتصاديين فان ابرز مكسب تحقق خلال الفترة المنقضية يتمثل قى بوادر تغير العقليات وترسيخ ثقافة الجودة والتصدير ومغالبة الصعاب وتجذر روح الطموح والتوق الى الافضل وكلها بوادر يتعين تدعيمها وتعميقها ونشرها على اوسع نطاق لمجابهة متطلبات المرحلة القادمة التى تقتضى تعزيز علاقات الشراكة بين المؤسسات الصناعية وهياكل البحث العلمي لتعزيز الابتكار وتطويع التكنولوجيا والتوجه اكثر الى الانشطة ذات القيمة المضافة العالية.