تونس 16 أوت 2010 (وات)- انطلقت مساء الأحد بالمسرح البلدي بالعاصمة فعاليات الدورة 28 لمهرجان مدينة تونس بعرض "يا فرحة الدنيا" للفنان كمال الفرجاني. في سهرة رمضانية رائقة وضمن اطار روحي عادة ما يطبع سهرات وفضاءات هذا المهرجان، تابع أحباء الموسيقي الطربية وذات المستوي الفني الراقي, سهرة متميزة أحيتها فرقة موسيقية اركسترالية ملأت فضاء ركح المسرح البلدي، وعزفت طيلة ساعتين أنغام مستوحاة من إيقاع /الرومبا/ وايقاع /الفالز/، بقيادة المايسترو كمال الفرجاني. وكانت البداية مع قطعة موسيقة وردت على مقامي /السيكة / و/النهوند/، وهي بمثابة تكريم للموسيقار التونسي المرحوم أحمد القلعي، الذي يعد من الموسيقيين التونسيين الأوائل الذين حاولو تأليف الحانهم بناء على بعض الايقاعات الراقصة والتي كانت تعد في حينها /دخيلة/ على الموسيقي العربية مثل / التنغو/ الارجنتيني و/الرومبا/ الكوبية و/السامبا/ البرازيلية و/الفوكس/ الامريكية و/البوليو/ الاسبانية و/الفالز/ النمساوي. ومن خلال مصاحبة موسيقية متميزة في حرفيتها، وفي تماهيها مع النغم واللحن المقدم، سواء في العزف الجماعي أو الفردي خاصة على الات العود والكمنجة والقانون، تداول على الغناء الثنائي رحاب الصغير ومنير المهدي، اللذين أبدعا في أداء روائع أعادت الحضور الى نهر خالد من زمن الفن الجميل على غرار /اليوم قلتلي زين الزين/ و/يا معذبتني بزينك/ و/حبيت مرة/ و/زعمة يصافي الدهر/ و/ماحلى ليالي اشبيلية/ و/خالي غناي/ و/المقياس/.. ويمثل هذا العرض /المشروع/ عودة إلى إرث تيار موسيقي تونسي، تميزت أعماله بالانفتاح علي الموسيقي الغربية. فالمطلع على مدونة الموسيقي التونسية يلاحظ تأثر معظم الملحنين والموسيقيين التونسيين بهذا التيار الجديد، فالكثير من رواد الجيل الأول من الموسيقيين، الذين كان لهم الفضل في التأسيس للأغنية التونسية، قد تميزت إنتاجاتهم بحضور لافت للإيقاعات الغربية الراقصة أو على الأقل إيقاعات مستوحاة منها.