بعد زهرة لجنف يوم 4 أوت ومنير الطرودي يوم 7 أوت، كان لقاء جمهور مسرح بوقرنين أمس الأول بنصير شمة لقاء الأحبّة وموعدا متجدّدا مع الطرب الجميل الممزوج بالأنغام الحالمة والإيقاعات الرّاقية والألحان المعبّرة... على خلاف الدّورات السابقة في العشرية الأخيرة. العدد المحتشم للجمهور الحاضر هو النقطة السلبية الوحيدة في حفل استثنائي بكل المقاييس. مراوحة بين الإبداع والتراث أثبت الفنان العراقي الجنسية، مرة أخرى، أن الفن الرّاقي يبقى من الخيارات التي لا يرقى إليها الشك. وخلافا لسهرة مهرجان قرطاج، حيث كان نصير شمة محفوفا بأوركستر كبير، كان الفنان العراقي، أمس الأوّل «مؤطرا» بثلاثي إيقاع، أحمد فوّة (طبل)، لسعد العذاري (الدف) ومنير قوبعة (الدربوكة). وقد قدّم نصير شمّة باقة من ألحانه الخاصة التي استحسنها الحضور خاصة منها تلك المعزوفات المستوحاة من التراث العراقي والتونسي الأصيل. ومن الأنغام التونسية غنّى للفنانة صليحة «يا لايمي على الزين» وللفنان الهادي الجويني «لاموني اللي غاروا مني» واختتم الفترة الأولى من العرض ب«حكاية العود» وهي قصة تحكي تاريخ العود الذي يعود إلى 1250 عام قبل الميلاد «عندما كان العود يُعزف بخمسة أصابع منذ العهد الأشوري» كما جاء على لسان نصير شمّة نفسه. مفاجأة السهرة: درصاف الحمداني المفاجأة حصلت عندما صعدت الفنانة درصاب الحمداني الركح وهي التي كانت حاضرة بين الجماهير وقد دعاها نصير شمة لتشاركه العرض في سهرة خالدة. هذا الحضور ولو أنه غير مبرمج مسبقا أعطى نكهة خاصة للعرض حيث لم تتردد درصاف عن تقديم أغنية كوكب الشرق أم كلثوم «القلب يعشق كل جميل» التي ردّدها معها الجمهور، لتثبت أنها قادرة على الإبداع بأسلوبها وصوتها. علما وأن درصاف الحمداني كانت تلميذة نصير شمة في المعهد العالي للموسيقى بتونس في التسعينات. في نهاية العرض كان للجمهور الحاضر فرصة للاستمتاع بإيقاعات منفردة خاصة بالفنان العراقي. من خلال عزفه على العود أظهر نصير شمة لمحبّيه الذين جاؤوا من ولايات تونس الكبرى للاستماع إليه لأنه من طينة الموسيقيين