تونس 2 سبتمبر 2010 (وات) - نظم منتدى الفكر السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي، مساء الأربعاء بدار التجمع بالعاصمة، مسامرة رمضانية تم خلالها تقديم محاضرة بعنوان /منزلة العلم والعمل فى المنظور الاسلامي/ حضرها بالخصوص السيدان محمد الغرياني الأمين العام للتجمع وبوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية. وأكد السيد محمد الحبيب العلاني الأستاذ الجامعي والباحث بالجامعة الزيتونية بتونس في محاضرته على أهمية قيمتي العلم والعمل فى الفكر الاسلامي باعتبارهما من مقومات بناء كرامة الانسان ودوام عيشه واستقراره، مشيرا إلى أن القرآن والسنة شددا فى أكثر من سياق على ضرورة عدم الاقتصار على التعمق فى العلوم الشرعية بل الأخذ بكل العلوم دون استثناء. وأضاف أن الفكر الاصلاحي قديمه وحديثه كرس الوعي بهاتين القيمتين الحضاريتين باعتبار دورهما فى تفعيل تعامل الانسان مع محيطه البشري والاجتماعي وضمان رقيه وتحقيق تطلعاته وطموحاته. وبين المحاضر أن الدين الاسلامي الحنيف دعا إلى الانفتاح على الآخر، لما يتيحه ذلك من فرص تبادل التجارب والخبرات وتعميق المعارف والمهارات ومن تعزيز لقدرات الابداع العلمي والانجاز الحضاري. وأوضح أن المصلحين التونسيين سعوا إلى مواكبة حركات الاصلاح العالمي التى ازدهرت على مر الحقبات التاريخية السابقة بل وأسسوا لمقاربة إصلاحية وحداثية عميقة لا تزال إلى اليوم تجد صداها فى الدراسات الفكرية المعاصرة. وذكر أن تونس الحديثة أولت قطاعات التربية والتكوين والتعليم اهتماما كبيرا ضمن مقاربة شاملة للنهوض بالموارد البشرية وإعداد الكفاءات العلمية والإطارات المهنية المؤهلة لتحقيق رقي البلاد وازدهارها وكذلك الشأن بالنسبة إلى موضوع التشغيل الذي جعله الرئيس زين العابدين بن علي أولويته المطلقة لدوره فى تعزيز أسس الاستقرار الأسري والرفاه الاجتماعي للفرد والمجموعة. وبين السيد محمد الحبيب العلاني في ختام محاضرته أن السنوات الاخيرة شهدت تنفيذ العديد من الاصلاحات والمبادرات بهدف مزيد الارتقاء بأداء هذه القطاعات وتجويد محتوياتها بما يسهم فى تعزيز جهود بناء مجتمع المعرفة وصنع الذكاء وتحقيق الأهداف التنموية المرسومة على مختلف المستويات.