تونس 11 سبتمبر 2010 (وات- تحرير فاطمة زريق)- يجري حاليا تنفيذ مشاريع التنمية الجهوية المبرمجة للفترة 2010-2014 وفق استراتيجية تراعي الميزات التفاضلية للجهات وترمي إلى تحقيق التكامل والترابط بينها بما يجعل من البلاد التونسية فضاء تنمويا متواصلا ومتوازنا. وتشهد الجهات وفق هذه الاستراتيجية التنموية تعزيزا لصلاحياتها في العمل التنموي وتنويعا في القاعدة الاقتصادية ودفعا للاستثمار والتشغيل بها فضلا عن الارتقاء بالمناطق ذات الأولوية المتمركزة أساسا بالولايات الحدودية وولايات الشريط الساحلي والشريط الوسيط وتحقيق جودة الحياة والتنمية المستديمة. وتستهدف الاستراتيجية التنموية استنادا الى وثيقة المخطط الثاني عشر للتنمية الجهات في إطار الأقاليم الخمسة التي تنتمي إليها وهي "الشمال الشرقي" و"الشمال الغربي" و"الوسط الشرقي" و"الوسط الغربي" و"الجنوب". وقد تم في هذا الاطار توزيع الأهداف التنموية بحسب الخصوصيات الجغرافية والسكانية للأقاليم. ففي إقليم الشمال الشرقي الذي يضم "ولايات تونس وأريانة وبن عروس وبنزرت ونابل ومنوبة وزغوان" والذي يمثل القطب الاقتصادي الاول بالبلاد وأهم قطب سكاني بنسبة 37 بالمائة من جملة السكان، تتصدر مسألة تطوير المجالات التكنولوجية اولويات الفترة القادمة باعتبار وجود مجموعة من الأقطاب التكنولوجية في الاختصاصات ذات البعد الاستراتجي مثل الطاقة والمياه وتكنولوجيا الاتصالات مما يوفر الارضية الملائمة لارساء اقتصاد ذي محتوى تكنولوجي رفيع قادر على التجديد. وسيشهد اقليم الشمال الشرقي الشروع في انجاز مرفأ تونس المالي بمنطقة الحسيان برواد على مساحة 500 هك وهو يشتمل على بناء مراكز أعمال وبنوك ومكاتب خدمات إضافة الى مؤسسات جامعية ومراكز تجارية وفضاءات ترفيهية. كما ستتركز الجهود بهذا الاقليم بالخصوص على انجاز مشروع الشبكة الحديدية السريعة بتونس الكبرى إلى جانب تهيئة 14 منطقة صناعية وانجاز 8 محولات بتونس الكبرى واستكمال تهيئة 8 طرق جهوية وبناء 6 جسور وحماية 8 مدن من الفياضات وتأهيل ثلاثة أحياء بولايات تونس وبن عروس وأريانة. وبالنسبة الى اقليم الشمال الغربي الذي يشمل "ولايات باجةوجندوبة والكاف وسليانة" ويختص باراضيه الفلاحية ومساحاته الغابية مع الاطلال على البحر الابيض المتوسط فيجري به العمل على مزيد تنويع القاعدة الاقتصادية ودعم القدرة التنافسية وذلك من خلال مزيد ربط مدن الإقليم بأهم الأقطاب العمرانية والاقتصادية قصد تحفيز الاستثمار الخاص وجعل الاقليم موقع استقطاب. وسيتم في فترة المخطط بذل جهود إضافية من أجل مزيد النهوض بقطاع الصناعة بالإقليم عبر احداث 7 مناطق صناعية جديدة بباجة الشمالية ومجاز الباب وتاجروين ووادي الرمل وغيرها إضافة الى توفير مخزون عقاري بالمعتمديات ذات الامكانيات الواعدة والمتاخمة للطريق السيارة وبناء قطبين تكنولوجويين بولاتي جندوبةوباجة فضلا عن احداث المنطقة السياحية فج الأطلال بعين دراهم وتنشيط المطار الدولي 7 نوفمبر بطبرقة وتوسيع أسطول النقل العمومي. وبشأن اقليم الوسط الشرقي وهو يضم "ولايات سوسة والمنستير والمهدية وصفاقس" ويمثل حوضا هاما للتشغيل بنسبة 24 فاصل 6 بالمائة من المجموع الوطني للمشتغلين في سنة 2008 ويعد قطبا اقتصاديا ذا قدرة تنافسية عالية، فسيجري العمل على دعم الاقتصاد الجهوي فى اقتحام الأنشطة المجددة ذات المحتوى المعرفي الرفيع. وسيتم خلال الخماسية المقبلة استكمال تركيز مكونات الأقطاب التكنولوجية الثلاثة "سوسة والمنستير وصفاقس" بالتوازي مع تفعيل علاقات الشراكة والتكامل مع هياكل المساندة من ناحية وهياكل البحث والتطوير من ناحية أخرى، فضلا عن الشروع في انجاز المدينة التكنولوجية بسوسة لاحتضان المؤسسات ذات القدرة التكنولوجية العالية. وتتمثل أهم المشاريع الكبرى بالاقليم في مطار زين العابدين الدولي وميناء المياه العميقة بالنفيضة والفضاء اللوجستي بالنفيضة وانجاز مهبط للطائرات بجزيرة قرقنة وتطوير خدمات النقل الحديدي لتكثيف الربط بين جهات الاقليم وبين الاقليم ومحيطه الترابي باتجاه الشمال والجنوب والمناطق الغربية للبلاد. وتساهم هذه المشاريع الكبرى في اندماج ولايات الاقليم في الفضاء الاورومتوسطي والعالمي باعتبارها من العوامل الاساسية لتحسين القدرة التنافسية للمؤسسات ودفع التصدير فضلا عن ما يتيحه القطاع السياحي من آفاق لمزيد ادماج المناطق السياحية بالإقليم في الفضاء الاورومتوسطي. وفي إقليم الوسط الغربي وهو يشمل "ولايات القيروان والقصرين وسيدي بوزيد" الذي أحرز تقدما في تعبئة الموارد المائية والتقدم فى تهيئة المساحات السقوية، فتتركز الجهود به خلال فترة المخطط التنموي على مزيد النهوض بالقطاع الفلاحي وتنويع أنشطته وتحسين محيط الاستثمار وتنمية الأنشطة الواعدة وفي مقدمتها الصناعات الغذائية. وينتظر احداث 22 منطقة سقوية جديدة والعمل على الرفع من مردودية فروع الانتاج الفلاحي وتنويع مجالاته لتستجيب لمتطلبات تطوير الصناعات الغذائية وتطوير الفلاحة البيولوجية مواصلة ادخال زراعات جديدة ذات قيمة مضافة عالية وتهيئة منابت الحلفاء واحكام التصرف في المحميات والحدائق الوطنية. أما بإقليم الجنوب الذي يشمل "ولايات تطاوين ومدنين وقابس وقبلي وقفصة وتوزر" ويمثل 59 بالمائة من مساحة البلاد بخصائص طبيعية متنوعة تجمع بين الواحات والصحراء والسواحل والمؤهلات الفلاحية الرعوية والمنجمية فيعتبر تنويع القاعدة الاقتصادية والرفع من نسق احداث المشاريع المجددة من أهم الآليات الكفيلة لكسب رهان التشغيل ودفع الانتاج ودعم التصدير. وستتكثف الجهود في هذا الإطار للنهوض بقطاعات الفلاحة والصناعة وتثمين الميزات التفاضلية للجهة والنهوض بالقطاعات الجديدة والأنشطة الواعدة. كما سيجري تطوير مناخ الأعمال والرفع من القدرات التنافسية لاستحثاث نسق النمو وحفز المبادرة الخاصة. وسيعرف هذا الاقليم تحديث البنية الأساسية واحداث قطب تنموي بكل ولاية وتمديد الطريق السيارة من صفاقس الى رأس الجدير مرورا بقابس ومدنين وانجاز الطريق السيارة النفيضةقفصة و5 مناطق سياحية منها المنطقة السياحية بتطاوين ومنطقة للامريم بجرجيس إلى جانب قرى حرفية ومراكز تكوين مهني ومراكز للصناعات التقليدية. وتتواصل بكامل تراب الجمهورية إلى موفى 2014 أشغال دعم البنية التحتية والربط بالماء الصالح للشرب بالمناطق الريفية نحو 98 فاصل 5 بالمائة وتعبئة الموارد المائية إلى 95 بالمائة والوصول بنسبة الربط بالتنوير في الوسط الريفي إلى 99 بالمائة وتأهيل الهياكل الصحية بما يدعم مقومات التنمية الشاملة والمستديمة بمختلف الجهات. وتحظى مشاريع التنمية الجهوية بمتابعة مستمرة من لدن الرئيس زين العابدين بن علي الذي أكد في 23 أوت 2010 لدى اهتمامه بتنفيذ المشاريع التى اعلن عنها خلال الجلسات الممتازة للمجالس الجهوية على إيلاء عناية خاصة للمشاريع المتصلة بتثمين الطاقات الكامنة في الجهات وتعصير البنية الأساسية والتجهيزات الجماعية والارتقاء بمحيط الأعمال ومناخ الاستثمار وتكثيف فرص التشغيل واحداث موارد الرزق.