تونس 8 نوفمبر 2010 (وات) - حظي قطاع النقل بأنماطه المختلفة بإجراءات رائدة في الخطاب الذي ألقاه الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين للتحول تهدف الى تطوير منظومة النقل باعتبار مكانتها الاستراتيجية فى دفع نسق التنمية بمختلف جهات البلاد. وتكتسي هذه القرارات أبعادا استراتيجية إذ تستهدف إدماج تونس في الطرقات السريعة البحرية ورفع مساهمة الاسطول الوطني فى نقل المبادلات الخارجية بما يجعل تونس قادرة على التعويل على الذات فى نقل حاجيات البلاد من البضائع بحرا وتحقيق الأمن الغذائي. وينتظر الترفيع فى مساهمة الأسطول الوطني فى نقل المبادلات الخارجية التونسية من 9 بالمائة حاليا الى 18 بالمائة سنة 2014 . وقد تم الشروع فى تجسيم البرنامج الاستثماري للشركة التونسية للملاحة باقتناء باخرتي دحرجة (170 مجرورة) لتعويض بواخر مستأجرة مما نتج عنه مباشرة زيادة فى الحركة بالنسبة للشركة التونسية للملاحة ب 5 بالمائة . كما تم إبرام عقود برامج اطارية لمدة 5 سنوات تمكن الناقلين البحريين التونسيين من الاستثمار فى سفن تتلاءم مع حاجيات البضائع الاستراتيجية التونسية. واندمجت تونس فى مشروع الطرقات السيارة البحرية من خلال إحداث واستغلال مشروع نموذجي على محور رادس جنوة تم قبوله فى المرتبة الاولى من طرف الاتحاد الاوروبي من ضمن 12 مشروعا اورمتوسطيا يرتكز اساسا على دمج انماط النقل وتطوير استعمال النقل الحديدي والتكنولوجيات الحديثة وتقديم خدمات نقل ذات جودة عالية باقل التكاليف وفى أسرع الآجال. وينتظر ان يفضي هذا المشروع الى دعم القدرة التنافسية للصادرات التونسية ويساهم فى جلب المستثمرين وتموقع المؤسسات بالبلاد واحداث مواطن شغل جديدة. ويدعو القرار الرئاسي الى مزيد الانخراط فى هذا المشروع مواكبة للتوجهات الاورومتوسطية فى مجال الرفع من جدوى خدمات النقل واعتماد النقل من الباب الى الباب بما يعزز القدرة التنافسية للبضائع ويدعم قواعد السلامة والأمن وحماية المحيط. وتهم هذه الاجراءات كذلك الشروع فى الدراسات المتعلقة بمترو مدينة صفاقس التى شهدت توسعا وتطورا مطردا اذ تعد قطبا جامعيا واقتصاديا هاما. ويتنزل قرار رئيس الدولة بان يكون لمدينة صفاقس مترو خاص بها ضمن رؤية تعد النقل الحديدي خيارا استراتيجيا للمزايا التى يوفرها كربح الوقت والاقتصاد فى الطاقة واضفاء عنصري السيولة والسلامة اللازمتين فضلا عن تأمين الرفاهية والمردودية المطلوبتين فى النقل العمومي الجماعي. ويعد النقل الحديدي الذى يكتسي مكانة هامة فى الحركية الاقتصادية الحل الجذري للحد من الاكتظاظ المروري داخل المدن الكبرى. وقد رصدت الدولة ميزانية بقيمة 5ر2 مليار دينار للنقل الحديدي ضمن البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات". وتأكدت نجاعة النقل الحديدي فى المحيط الحضري للمدن الكبرى من خلال خط مترو المروج الذى ينقل يوميا 100 الف مسافر وخط مترو منوبة الذى يؤمن نقل 130 الف مسافر يوميا من بينهم 40 الفا من طلبة المركب الجامعي بمنوبة فضلا عن كون المسافرين يستعملون خطوط المترو فى اوقات مضبوطة وبراحة وجودة مما شجع اعدادا متزايدة من اصحاب السيارات الخاصة على استعمال المترو وترك سياراتهم فى الماوى المجانية والمحروسة بمحطات الترابط. واستأثر ملف اللوجستية فى قطاع النقل بحيز هام من القرارات الرئاسية المعلنة امس حيث اذن رئيس الدولة بالانطلاق فى انجاز المنطقة اللوجستية برادس والعمل على تطوير الميناء الحالي بجرجيس وتركيز منطقة خدمات لوجستية وصناعية به واحداث منطقة تجارية وصناعية ببن قردان. وقد أثبتت الدراسات والتجارب الدولية الناجحة اهمية دور اللوجستية فى تحسين الانتاجية الجملية للاقتصاد وتطوير المبادلات والنهوض بالتشغيل وتنمية الاستثمارات المباشرة الاجنبية. كما يتم اعتماد اللوجستية كأحد المقاييس الاساسية لاختيار بلد وجهة الاستثمار وإعادة التموقع.
وتنجسم هذه القرارات مع ما تم رسمه فى البرنامج الرئاسي لفائدة قطاع النقل واللوجستية من خطط واصلاحات اساسها الارتقاء بمردودية اللوجستية بما يخفف كلفتها من الناتج المحلي الاجمالي وينتظر فى هذا الصدد دخول 3 محطات لوجستية حيز النشاط مع موفى 2014 وإحداث أقطاب اقتصادية متخصصة لتجميع حاجيات النقل وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار فى اللوجستية. وتعتمد استراتيجية النهوض باللوجستية اساسا على تطوير الموانىء نظرا لكون النقل البحري يؤمن عبور اكثر من 95 بالمائة من حجم المبادلات التجارية. وستمكن خطة النهوض باللوجستية التى اذن بها رئيس الدولة من احداث 35 الف موطن شغل على المدى القريب والمتوسط منها ما يقارب 20 الف موطن شغل مباشر متخصصة عبر تطوير طاقة الخزن المقدرة بحوالي 5 مليون متر مربع. وستمكن المنطقة اللوجستية برادس من بعث 4 الاف موطن شغل وستمتد هذه المنطقة على مساحة 47 هك منها 38 هك قابلة للاستغلال باستثمارات جملية تقدرب 200 مليون دينار. وبخصوص إحداث فضاء لوجستي بجرجيس فإنه سيضم منطقة بن قردان فى اطار تنمية القطب الاقتصادي بجرجيس والمنطقة التجارية ببن قردان. وقد عهد لبنك أعمال بدراسة إحداث هذين المشروعين.