مدنين 25 نوفمبر 2010 (وات) - يخرج شاعر وهو يتغنى بزيت الزيتون وترافقه فتاتان تحملان اغصان الزيتون ليفسحا المجال الى حقبات تاريخية تمر الواحدة بعد الاخرى فمن اعماق التاريخ يخرج الطينيون وعلى رؤوسهم تيجان ظفرت باغصان الزيتون ثم ياتي الفينيقيون منهم الامراء والاشراف والجنود حاملين تحت حراسة مشددة شجرة زيتون الى الاميرة عليسة التي تامر بغراستها. وتتواصل اللوحات المسرحية من الفينيقيين الى الرومان ثم العرب وصولا الى لوحة اخيرة تنطلق من انغام اغنية وطنية تجمع كل الممثلين الذين مروا في اللوحات السابقة بازيائهم المختلفة حسب كل حقبة تاريخية مثلوها ليجسدوا لوحة تعبيرية يلوحون خلالها باغصان الزيتون رمز السلام والخير والمحبة وترتفع من خلفهم لوحات تحمل شعارات عن عناية تونس الحديثة بالزيتون. بهذه المشاهد انطلق المهرجان الوطني للزيتونة بجرجيس يوم الخميس في عمل مسرحي وغنائي للمؤلف والمخرج المسرحي عبد الله العيشاوي من القصرين. وتميز انطلاق هذه الدورة الرابعة للمهرجان الذي تنظمه جمعية مهرجان الزيتونة بجرجيس باقامة معرض بالمدينة العتيقة بجرجيس ضم عدة اجنحة منها جناح وثائقي حول تطور عدد الزياتين بجهة الجنوب الشرقي ونتائج البحث العلمي في المجال وجناح حول عينات من شجرة الزيتون من الشتلات واصناف الثمار وانواع الزيوت لتتيح اجنحة اخرى للزائر فرصة تذوق الزيت والاكلات التراثية المعتمدة على زيت الزيتون بالجهة فيما جمع جناح اخر مشتقات الزيتون من الخشب والفيتورة والفحم. ولم يغفل المعرض عن عرض ادوات تراثية تستعمل في نقل وخزن زيت الزيتون ليفسح المجال للابداع في جانب منه من خلال لوحات فنية جادت بها قريحة عدد من الرسامين حول هذه الشجرة المباركة . ورافقت هذه الاجواء عروض فلكلورية لفرقة القوقو بجرجيس وفرقة غبنتن بسيدي مخلوف وفرقة القادرية بجرجيس . وتتواصل فعاليات المهرجان الوطني للزيتونة بجرجيس الى غاية 27 نوفمبر الجاري بفقرات اخرى ممتعة ومفيدة سيشارك فيها يوم الجمعة السواح لاكتشاف غابات الزياتين ومعاصر التحويل في جولة سياحية ثم تكريم السياح الاوفياء لتونس. كما ستتضمن هذه الدورة على غرار كل سنة جانبا فكريا من خلال ندوة علمية حول الانسان والزيتونة والمناخ ستتناول عدة مسائل منها قطاع الزيتون بولاية مدنين والتغيرات المناخية وتاثيرها على غابات الزياتين والاسمدة البيولوجية ومدى تاثيرها على انتاجية ونوعية الزيتون. وستنتظم من جهة اخرى امسية تجمع بين الشعر والغناء التراثي والفلكلوري الفرجوي اضافة الى فقرة لفائدة الناشئة لتحسيسها باهمية شجرة الزيتون وفوائد زيت الزيتون من خلال توزيع مطويات على التلاميذ وعرض شريط وثائقي حول قطاع الزياتين.