تونس 30 نوفمبر 2010 (وات)- انطلقت صباح اليوم الثلاثاء بتونس فعاليات الدورة الخامسة للموءتمر الدولي"جيو تونس 2010" تحت شعار" استخدام النظم المعلوماتية الجغرافية والاستشعار عن بعد لتحقيق التنمية المستديمة" بحضور اساتذة وباحثين ومختصين الى جانب ممثلي الجامعات والمنظمات والمؤسسات المعنية بنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد. ويعد المؤتمر الذى افتتح اشغاله السيد عبد العزيز موقو كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري المكلف بالموارد المائية والصيد البحري من اهم التجمعات العلمية الدولية التي تعنى باستخدامات الجغرافيا الرقمية في عدة مستويات. واوضح كاتب الدولة بالمناسبة ان تونس ثابرت منذ عقود على الاستفادة من تطور التقنيات الحديثة وعلى توظيف التطورات التكنولوجية في جميع المجالات ومن بينها القطاع الفلاحي باعتبار المساهمة الكبيرة للتكنولوجيات في تطوير ميادين الانتاج والترويج والتصرف المستديم في الموارد الطبيعية. كما اكد الحرص على تطوير البحث العلمي الفلاحي في كافة الميادين وخاصة تلك التي تكتسي صبغة استراتيجية بهدف مزيد التحكم في التقنيات الحديثة ومعاضدة التنمية الفلاحية بالجهات مشيرا الى ان مجالات الاستخدامات والتطبيقات لنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد قد تعددت على مستوى وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري. واوضح في هذا الصدد ان استراتيجية تنمية قطاع الغابات تضم من بين مكوناتها انجاز جرد وطني للموارد الغابية والرعوية يتم تحيينه دوريا ليكون مطابقا للتطورات البيئية والاجتماعية والاقتصادية بتونس. ولاحظ ان الجرد الغابي والرعوي قد مكن من توفير معلومات دقيقة ومفصلة وذات مصداقية عالية حددت بطريقة علمية مساحات الاراضي الغابية والرعوية التي تمثل قرابة ثلث المساحة الجملية للبلاد. واكد في هذا الصدد على الدور الهام للخارطة الفلاحية التي تم تركيزها بهدف ترشيد استعمال الاراضي الفلاحية واحكام توظيفها في توجيه الانشطة الفلاحية وفق مقاييس النجاعة والمردودية بما يمكن من تعصير القطاع الفلاحي من ناحية وتوفير دخل افضل للفلاح من ناحية اخرى. كما ابرز حرص تونس على تطوير تبادل المعلومات في قطاع المياه على الصعيد الوطني والمستوى المتوسطي مشيرا الى ان تونس قد انخرطت في النظام المعلوماتي الاورومتوسطي للمعرفة في مجال المياه منذ سنة 1999 . واكد فى هذا السياق اهتمام تونس بتركيز النظام المعلوماتي الوطني للمياه تجسيدا لحرص رئيس الدولة على ارساء مقومات مجتمع المعلومات والمعرفة وتقليص الفجوة الرقمية بين الامم والتوظيف الامثل لقطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات. وافاد السيد عبد العزيز موقو في ذات السياق ان تركيز بنوك المعطيات المائية في تونس مكن من توفير رصيد معرفي هام والاسهام الفاعل في تطوير الادارة المتكاملة للموارد المائية وبرمجة الدراسات والمشاريع المتعلقة بالخطط والاستراتيجية المائية للبلاد وانجازها في افضل الظروف. كما تمكنت تونس بفضل هذه التقنيات من جمع وخزن المعطيات المتعلقة ب130 سنة من قياسات الامطار وما يزيد عن 50 سنة من قياسات مناسيب الاودية والمياه الجوفية والمنشات المائية. واوضح من ناحية اخرى ان تونس انطلقت في تركيز نظام معلوماتي لمراقبة اسطول الصيد البحري بالاقمار الاصطناعية يهدف الى تامين السلامة للمراكب من خلال التدخل السريع عند الحاجة الى جانب مراقبة نشاط مراكب الصيد بما يضمن الاستغلال الرشيد للمخزون السمكي . واعرب السيد محمد العياري رئيس الجمعية التونسية للاعلام الرقمي ورئيس الموءتمر عن اهمية الانجازات التى تحققت في تونس في مجال الجغرفة الرقمية منوها بما تشهده تونس فى مجال نظم المعلومات بفضل عناية رئيس الذى دعم وشجع الاعتماد على هذه التقنيات فى مختلف المجالات وخاصة البيئة والفلاحة والسياحة والصحة. وقد تم خلال الجلسة الافتتاحية تقديم الجائزة التقديرية الاولى لافضل شخصية عالمية تعنى بالبيئة والمياه والتصحر لسنة 2010 الى الامير خالد بن سلطان بن عبد العزيز ال سعود, مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية بالمملكة العربية السعودية ورئيس مجلس جائزة الامير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه وذلك تقديرا لجهوده العالمية والانسانية ومقارباته الاستشرافية في مجال العناية بالبيئة والمياه والتصحر. وقد تسلم سفير المملكة العربية السعودية بتونس هذه الجائزة نيابة عنه. ومنحت هذه الجائزة الجمعية التونسية للاعلام الجغرافي الرقمي والمجلس العلمي الدولي والامانة العامة للجائزة التقديرية الاولى لافضل شخصية عالمية تعنى بالبيئة والمياه والتصحر. وقد اقيم على هامش الموءتمر معرض شمل نماذج وبيانات حول الجغرافيا الرقمية فى تونس وفى العالم.