تونس 24 ديسمبر 2010 ( وات ) أحيت مساء الخميس الفنانة الأفغانية زهرة جوبا حفلا فنيا بالمسرح البلدي بالعاصمةضمن فعالياتأيام قرطاج الموسيقية في دورتها الاولى التي انطلقت يوم 18 ديسمبر الجاري وستختتم السبت الخامس والعشرين منه . و قدمت هذه الفنانة الافغانية التي تواجه الجمهور التونسي لاول مرة مجموعة من الأغاني على غرار أغنية " ليلي جوي" واغنية اخرى بعنوان " و مازورا شريف " التي تتغنى بأحد الأولياء الصالحين بأفغانستان و اختتمت الحفل بأغنية"زيمزيم "و ترمز هذه الكلمة إلى الم لدغة العقرب بالأفغانية التي تشبه الم "المجروح في الحب" وأثبتت زهرة جوباموهبتها الكبيرة منذ وصلتها الاولى التي مزجت فيها بين الغناء والرقص التقليدي الافغاني وجلبت انتباه الجمهور الحاضر باعداد قليلة والذي قابل اعتزازها بالتعريف بالموسيقى الأفغانية بالتفاعل مع أغانيها ورغم عائق اللغة فان الجمهور كان يستمتع بحلاوة صوت زهرة جوبا وبالموسيقى الجميلة التي كانت تعزفها الفرقة المرافقة للفنانة و التي تراوحت بين الإيقاع الهادئ والايقاع الراقص بما جعل الجمهور يعبر عن إعجابه بالموسيقى والألحان التي وجد فيها تشابها مع الموسيقى الهندية،وهو ما يؤكده فعلا العارفون بالشان الموسيقي حيث يوجد شبه مصاهرة بين الألحان الأفغانية القديمة والشعر الشعبي الأفغاني و الموسيقى التقليدية لمنطقة شمال الهند ويرجع ذلك إلى عهد الملك الأفغاني " أمير شير علي خان " الذياستخدم عددا من الموسيقيين الهنود عام1860 ليعملوا في بلاطه في كابول. لذلك تبدو الموسيقى الهندية والموسيقى الأفغانية و كأنهما من عائلة واحدة معمحافظة كل منهما على خصوصياتها. و خاطبت زهرة جويا الجمهور باللغة الانقليزية لتفسير معاني بعض أغانيها التي تنتمي للفلكلور الأفغاني،فرغم دراستها الأكاديمية الغربية إلا أنها حافظت في اختيارها و توجهها الموسيقي على الموسيقات الأفغانية القديمة. وتجدر الإشارةإلى أن الفنانة زهرة جوباولدت في مدينة مشهد الإيرانية من أب أفغانيو أم فارسية ودرست الموسيقى في أوروبا فكانت انطلاقتها من أمستردام ثم حصلت على درجة الماجستير من دار الأوبرا بفيانا وهو ما مكنها من الاستفادة من التنوع الثقافي . مثلت زهرة جويا و فرقتها الموسيقية أفغانستان في تونسفكانت "السفيرة" التي احتفت من خلالها ايام قرطاج الموسيقية بالأغنية الأفغانية مثلها مثل أية موسيقى شرقية أو مغاربية وهي بادرة طيبة تصدر عن الايام منذ دورتها الأولى لا سيما و أن تونس عرفت بكونها مهد للحضارات وان الأغنية الأفغانية بحاجة إلى من يبث فيها الروح بعد معاناتهاعقودا من الاوضاع الصعبة نتيجة عدم استقرار الاوضاع الامنية في البلاد .