تونس 29 جانفي 2011 (وات) - تحت شعار "وفاء لدماء الشهداء وأهداف ثورة الشعب"، نظم الحزب الديمقراطي التقدمي، يوم السبت، تجمعا شعبيا حضره عدد كبير من أنصاره من مختلف جهات البلاد إلى جانب أمهات عدد شهداء الثورة. وفي كلمة خلال هذا التجمع لاحظ أحمد نجيب الشابي الأمين العام السابق للحزب، وزير التنمية الجهوية والمحلية، أن ثورة الشعب التونسي التي قامت من أجل قضيتي الحرية والعدل وانتهت إلى إسقاط الطاغية، أصبحت مصدر إلهام للثورة في العالم العربي، مشيرا إلى أن ما أقدم عليه الشهيد محمد البوعزيزي كان صرخة تحرر من الجحيم الذي تخبط فيه الشعب التونسي في جهات عديدة محرومة من التنمية طوال عهد النظام السابق. وأضاف أن الحزب الديمقراطي التقدمي كان منذ البداية مع خيار تشكيل حكومة ائتلاف وطني حتى لا تكون سلطة القرار بين يدي حزب سياسي واحد. وأوضح أن الحكومة الحالية أخذت على عاتقها تحقيق برنامج من الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تستجيب لمطالب ذهب ضحيتها شهداء الثورة. واستعرض أحمد نجيب الشابي أبرز الإجراءات والقرارات التي اتخذها حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ظرف زمني وجيز لا يتجاوز 12 يوما، ومن ضمنها إطلاق حرية التظاهر والتعبير والعفو العام والفصل بين الدولة والتجمع الدستوري الديمقراطي، فضلا عن صرف قسط أول من التعويضات لأهالي ضحايا الثورة من شهداء وجرحى. وبين أن هذه الحكومة تكونت أيضا من أجل الإصلاح الاجتماعي وضمانا لحقوق من ماتوا لأنهم رفضوا الإقصاء والتهميش والفقر والبطالة. وأعلن أن الأشهر القليلة القادمة ستشهد إنتصاب سبعة مشاريع كبرى ذات طاقة تشغيلية عالية بعدد من الجهات الداخلية منها سيدي بوزيد وقفصة وسليانة وجندوبة والقصرين. وقال إن وزارة التنمية الجهوية والمحلية التي يتولى حاليا مسؤولياتها ستعنى بمشاغل أهالي المناطق المحرومة والأقل حظا، مشددا على أن "المشكل ليس في الأموال بل في كيفية صرف هذه الأموال" . ومن ناحية أخرى أبرز الشابي أهمية حل المجالس الجهوية للتخلص من مظاهر الرشوة والفساد والمحسوبية. وأفاد في هذا الصدد أنه سيتم تعويضها بنيابات خصوصية تضم ممثلين عن مكونات المجتمع المدني وعن لجان الثورة والذين سيعهد إليهم مهمة جرد الأضرار التي لحقت بالمواطنين في مختلف الجهات حتى يتم تعويضهم في أقرب الآجال. كما أعلن أنه سيتم قريبا تغيير كل ولاة الجمهورية. وأضاف أن الحكومة الحالية حريصة على إطلاق حرية التعبير وتكريس الحق في الشغل وفي تكوين الجمعيات إلى جانب العمل على إصلاح العديد من الأوضاع العقارية حتى يتمكن عدد هام من الفلاحين من ممارسة نشاطهم. وإثر ذلك استمع المشاركون في هذا التجمع الشعبي إلى شهادات حية لأمهات ثلاثة من شهداء الثورة، ذكرن فيها بظروف مقتل أبنائهن، داعيات الشعب التونسي إلى الحفاظ على ثورته من كل محاولات الردة والانتكاس.