تونس 7 فيفرى 2011 (وات) - استقبل السيد محمد الغنوشي الوزير الأول يوم الاثنين وفد الفيدرالية الدولية لرابطات الدفاع عن حقوق الإنسان الذي يزور تونس حاليا ويتكون الوفد من "باتريك بودوان" و"الصديقي كابا" الرئيسين الشرفيين للفدرالية وسهير بلحسن الرئيسة الحالية للفيدرالية. وأفاد "بودوان" في أعقاب هذه المقابلة في تصريح ل/وات/ بأن المحادثة مكنت من تدارس الوضع الراهن بتونس و"التعبير عن بعض المشاغل سيما على الصعيد الأمني". وبين أنه تطرق كذلك مع الوزير الأول إلى الجدل الناجم عن تعيين عدد من الولاة قال أنهم "مقربون من النظام السابق"معبرا عن الارتياح لاستعداد الحكومة "لإعادة النظر في هذه المناصب الحساسة". وأضاف يقول "كما عبرنا له عن انشغالنا بخصوص مسائل تتعلق بالعدل وحقوق الإنسان ولاسيما القضاء" مؤكدا ضرورة "أن تسند المناصب الأساسية لرجال ونساء جدد يتميزون بقدر من الاستقلالية ليتمكنوا من تتبع ومقاضاة الأشخاص المتهمين بالابتزاز إبان فترة النظام السابق وبالفساد والرشوة وانتهاك حقوق الإنسان وغيرها من الأعمال الإجرامية". وأعرب "بودوان" في ذات التصريح عن تضامن الفيدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان مع جميع من ناضلوا من أجل تحقيق الحريات في تونس مضيفا قوله "نحن نأمل في أن تكلل الثورة التونسية بالنجاح " مسجلا بعض المكاسب التي حققتها على غرار انضمام تونس إلى جملة من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمناهضة التعذيب وحماية الأشخاص من حالات الاختفاء القسري. وأوضح أن الفيدرالية تأمل في تحقيق تقدم في هذا الاتجاه بالمصادقة على رفع التحفظات على البروتوكول الاختياري الثاني المتعلق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والرامي إلى إلغاء عقوبة الإعدام. وأكد في سياق متصل أن مجلة الأحوال الشخصية "تمثل مكسبا هاما للغاية لفائدة المرأة التونسية "داعيا إلى أن ترفع تونس التحفظات بشان مسالة الميراث. وأوضح "كابا" من جهته أن اللقاء مع الوزير الأول كان "صريحا ومفيدا للغاية ملاحظا أنه أتاح التعرض إلى المرحلة الانتقالية والى اللجان الوطنية الثلاث ومهامها. وأوضح "أنه تلقى في هذا الشأن عدة معطيات مطمئنة." وفي ما يتصل بالقضاء الذي قال انه يمثل "العمود الفقري لدولة القانون"، أوضح "كابا" أنه تطرق مع الوزير الأول إلى مشاغل جمعية القضاة التونسيين والى حقوق الإنسان والممارسات القمعية والأنماط الأخرى من الانتهاكات التي سجلتها المنظمة خلال فترة النظام السابق. وقال "إننا نأمل في أن تنجح تونس التي هي الآن في مفترق الطرق في أن تؤمن ثورتها من الانزلاق في الفوضى على غرار عدد من الثورات الأخرى وإننا لعلى ثقة بأن الحكومة الانتقالية والشعب التونسي سيتوصلان إلى إيجاد الطرق التي تمكن من تحقيق أشواط أخرى بما يجعل من تونس مثالا للبلدان الأخرى مؤكدا أن "تونس توجه اليوم للعالم رسالة كونية تؤكد أن الحرية ارث مشترك للإنسانية".