القاهرة 23 فيفري 2011 (وات) - أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثاء في كلمة استغرقت أكثر من ساعة إنه أعطى أوامره إلى الجيش للقضاء على التمرد الذي يواجهه في الداخل داعيا أنصاره "بالملايين الى تطهير ليبيا شبرا شبرا" من معارضيه ومؤكدا أنه لن يتنحى وسيقاتل حتى "آخر قطرة دم" لديه. وقال الزعيم الليبي في كلمته التي ألقاها من أمام منزله في باب العزيزية الذي تعرض لقصف اميركي في الثمانينات في طرابلس "أعطيت أوامر إلى الضباط الاحرار للقضاء على الجرذان" في اشارة الى المتمردين على حكمه. واضاف مخاطبا انصاره وبدا شديد العصبية في كلمته التي نقلها التلفزيون الليبي الرسمي "اخرجوا من بيوتكم الى الشوارع غدا انتم يا من تحبون معمر القذافي معمر المجد والعزة واقضوا على الجرذان". وطالب الزعيم الليبي المتمردين ب"تسليم الاسلحة واطلاق سراح الاسرى والقبض على المشاغبين واعادة الحياة الطبيعية في الموانىء والمطارات". وقال مهددا "ما لم يتحقق ذلك سنعلن الزحف المقدس". وأضاف "سنعلن الزحف المقدس وسنوجه نداء الى الملايين من الصحراء الى الصحراء وسنزحف عليهم بالملايين لتطهير ليبيا بيتا بيتا وشبرا شبرا ودارا دارا وزنقة زنقة". وتابع القذافي "لم نستخدم القوة بعد واذا تطورت الامور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي" وتلا مواد من الدستور والقانون الليبيين تعاقب بالاعدام من يقوم باعمال مخلة بالأمن. وفي معرض توجيه اتهاماته الى المتمردين وصفهم ايضا في سياق خطابه بانهم "عملاء اميركا وعملاء بن لادن وعملاء الزرقاوي". ورفض رفضا قاطعا احتمال تنحيه وقال وهو شديد العصبية "لو كنت رئيسا لكنت قدمت استقالتي لكن عندى بندقيتي وساقاتل حتى اخر قطرة من دمي". وحذر من ان الحركة الاحتجاجية الجارية في البلاد "ستودى الى حرب اهلية كما قال سيف الاسلام" نجله في خطاب متلفز مساء الاحد. وأكد الزعيم الليبي انه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع. وأضاف "هذه بلادي بلاد اجدادى واجدادكم غرسناها بايدنا وسقيناها بدماء اجدادنا نحن اجدر بليبيا من تلك الجرذان واولئك المأجورين المدفوع لهم الثمن من المخابرات الاجنبية". واضاف القذافي انه لا يمانع بوضع دستور للبلاد او بالغاء اللجان الشعبية واعادة توزيع الثروة على الشعب. وقال "لا امانع ان يعمل الشعب الليبي دستورا او اى قانون... بإمكانكم ان تقرروا توزيع الثورة من جديد.... إذا لم يعد لديكم ثقة باللجان الشعبية خلاص كل واحد يأخذ حصته". وكال القذافي النعوت على المحتجين واصفا اياهم ب"الجرذان والفئران وشذاذ الافاق ومدمني مخدرات". واتهم "اجهزة عربية شقيقة" بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها بلاده وقال ان "اجهزة عربية للاسف شقيقة تغركم وتخونكم وتقدم صورتكم بشكل مسيء " واصفا اياها ب"اجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن". وهدد القذافي المتمردين برد شبيه بقصف الجيش الروسي للبرلمان في موسكو اثناء وجود النواب بداخله خلال الفترة الانتقالية بين تفكك الاتحاد السوفياتي ونشوء دولة روسيا في مطلع التسعينات وبسحق الصين لحركة تيان انمين في بكين في أواخر الثمانينات والقصف الاميركي للفلوجة في العراق بعيد الاجتياح الاميركي لهذا البلد عام 2003 .