توعّد الزعيم الليبي معمر القذافي أمس بالقضاء على المحتجين المطالبين باسقاط نظامه وتحدّث عما أسماه «الزحف المقدّس» للقضاء على من وصفهم بالجرذان في اشارة الى الجماهير التي تدفّقت الى الشوارع منادية بتنحيه وقال أيضا إنه سيطّهر ليبيا بيتا بيتا إن لم يستسلم المحتجون. وفي ظهوره الثاني منذ بدء الاحتجاجات التي دخلت يومها السادس قال القذافي ان المحتجين هم عصابات وجرذان ومرتزقة، لا يمثلون الا «حفنة من المتمردين» حسب تعبيره. دعوة الى الزحف ودعا القذافي أنصاره الى الزحف وعدم التقهقر الى الوراء والخروج الى الشوارع ومطاردة المحتجّين وتشكيل لجان حماية ودفاع عن القيم الاجتماعية. وقال القذافي في الخطاب الذي بثه التلفزيون الليبي «نحن لم نستخدم القوة بعد لكن إذا وصلت الأمور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي» على حد قوله. ودعا من سمّاهم «الجرذان» إلى تسليم الأسلحة والأسرى فورا، ووجه كلامه إلى الليبيين داعيا إياهم إلى إعادة فتح الدكاكين والمؤسسات والموانئ حتى لا تتوقف الحياة في البلاد. وهاجم القذافي من أسماهم بأصحاب اللحي واتهمهم بأنهم يعطون حبوب الهلوسة إلى الشبان الصغار الذين لا ذنب لهم ويحرضونهم على حرق ليبيا. وقال القذافي إنه ستبدأ غدا (اليوم) إدارة جديدة في ليبيا «شعبيات ولجان شعبية جديدة»، ولفت إلى أنه لا يعارض وجود دستور في البلاد ولا تطبيق القانون. ودعا الليبيين وخاصة المحامين والصحافيين إلى تطبيق «البرنامج الإصلاحي» الذي أعلنه نجله سيف الإسلام، وطالبهم بإعادة توزيع الثروة وإمساك البترول بأيدهم. وفي حث غير صريح على حرية الإعلام، قال القذافي إن صورة ليبيا في الخارج لا ترى إلا من خلال ما تقدمه الإذاعات المعادية، وتعهد بأن تتولى الإذاعة الليبية تغيير هذه الصورة بشكل نوعي. وخلال حواره الذي امتد على مساحة زمنية فاقت الساعة ذكّر القذافي الشعب الليبي بمراحل نضاله وتحريره مختلف المدن وخاصة مدينة بنغازي وطرده القوات الأمريكية والبريطانية من القواعد. وقال إنه عنوان لمجد ليبيا وثورتها ولا يمكن لأحد أن يطالب بانسحابه من الحياة السياسية، وأكد أن «معمر القذافي ليس رئيسا أو صاحب منصب كي يستقيل ..هذه بلادي ولن أتركها». وأضاف القذافي خلال الكلمة التي بدا فيها شديد العصبية «لو كنت رئيسا لكنت قدّمت استقالتي لكن عندي بندقيتي وسأقاتل حتى آخر قطرة في دمي». واعتبر القذافي أن هناك من يحاول تشويه صورة ليبيا أمام العالم. وخاطب الشبان المتجمعين في الساحة الخضراء قائلا «يا شباب الفاتح، شباب التحدي، جيل الغضب، أنتم تقدّمون للعالم الصورة الحقيقية للشعب الليبي الملتفّ حول الثورة، أنتم تقدّمون الحقيقة التي تحاول أجهزة الخيانة والعمالة والرجعية أن تغطيها وتحاول تشويه صورتكم أمام العالم» حسب قوله. وأضاف القذافي أن «أجهزة غربية للأسف شقيقة تخونكم، يقولون انظروا الى ليبيا لا تريد المجد ولا الثورة، بل يريدون الاستعمار والانتكاسة والحضيض» على حدّ قوله. وعلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على خطاب القذافي بالقول انه مرعب جدا وأكدت أنه من الأفضل فرض عقوبات على ليبيا لحملها على وقف القمع. أنا هنا.. وكان القذافي ظهر الليلة قبل الماضية في كلمة مقتضبة دامت 22 ثانية أكد فيها أنه لم يغادر طرابلس ولم يفرّ الى فنزويلا كما تردد في بعض وسائل الاعلام. وقال القذافي وهو ينحني من سيارة يستقلها ويمسك بمظلة تحت المطر المتساقط «أريد أن أبيّن لهم أنني في طرابلس ولست في فنزويلا ولا تصدقوا إذاعات الكلاب الضالّة» حسب تعبيره، نافيا تقارير سابقة عن فراره الى فنزويلا، حيث تربطه علاقات صداقة مع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. وأضاف القذافي «كنت أريد أن أوجّه كلمة الى الشباب بالساحة الخضراء الليلة وأسهر معهم ولكن هي أمطرت الحمد للّه فيها خير».