تونس 4 مارس 2011 (وات) - مثلت استعدادات صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" لمجابهة الأوضاع بالقطر الليبي الشقيق وعلى الحدود التونسية الليبية محور ندوة صحفية عقدها صباح يوم الجمعة، بتونس، السيد لويس جورج ارسينو مدير عمليات الطوارىء بهذه الهيئة الأممية. واعتبر المسؤول الأممي أن اليونيسيف تجد نفسها أمام خيارين إزاء الوضع الراهن في ليبيا، إما مساعدة تونس على استقبال اللاجئين بمن فيهم الليبيين الذين قد يضطرون لمغادرة بلادهم في حال تأزم الأوضاع هناك, وإما الإعداد لدخول الأراضي الليبية عبر معبر إنساني مباشر مع طرابلس لتقديم خدماتها الطبية والنفسية لفائدة الأطفال بكافة الجهات الغربية لليبيا وضمان حمايتهم. وأوضح في هذا السياق أنه تمت للغرض تعبئة الموراد البشرية ومستلزمات النظافة والمواد الغذائية والترفيهية ومواد الإغاثة النفسية والاجتماعية مشيرا إلى أن 160 طنا من الإمدادات المختلفة سيتم شحنها قريبا لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة على حدود ليبيا مع كل من تونس ومصر وإرسال جزء منها إلى داخل ليبيا. وأشار إلى أن فريق تابع للمنظمة تمكن من تجاوز الحدود الشرقية لليبيا وقام برصد الأوضاع والتدخل ميدانيا في حين ما زالت الأمور في المنطقة الغربية غامضة خاصة مع وقوع تفجيرات وأعمال عنف. وبين المتحدث أنه تمكن خلال زيارته الأولى لتونس من الوقوف على "المجهود التضامني الضخم ومنقطع النظير" للشعب التونسي وقوى المجتمع المدني والسلطات المحلية والجهوية، في مجال رعاية اللاجئين مؤكدا أنه لم يلحظ طوال سنوات عمله على رأس إدارة عمليات الطوارئ باليونيسف، في أي مكان من العالم مثل هذه الوقفة التضامنية. وذكر أنه على الرغم من الجهود المبذولة وعفوية الحركات التضامنية التي برهن عليها الشعب التونسي في "تجاوبه السخي" مع الحاجيات الملحة للوافدين على الحدود فان الوضع ما يزال /مقلقة/ نظرا للتفاوت بين القدرة على إجلاء الرعايا الأجانب وأعداد الوافدين على راس جدير. وأعرب عن رضا اليونيسف للتعاطي الخاص مع أوضاع الأطفال والأسر على الحدود حيث تفد يوميا نحو 20 أ سرة ويتم إيوائها داخل خيمات خاصة ومحمية وتوفير كل حاجياتها بما في ذلك الإحاطة النفسية والاجتماعية والصحية مع إعطائهم الأولوية في عمليات الإجلاء. وفي إطار متابعة الأوضاع الصحية على الحدود تم بالتعاون مع الشركاء المحليين وخاصة الجيش الوطني التونسي ووزارة الصحة العمومية والهلال الأحمر التونسي وضع العديد من المرافق الأساسية في النقطة الحدودية وبالقرب من مخيم اللاجئين تحسبا للأخطار والأوبئة التي يمكن أن تنجم عن ذلك. ومن جانبها أشادت السيدة ماريا لويزا فورنارا ممثلة اليونيسف بتونس بالعناية التي يجدها الأطفال من قبل عناصر الجيش الوطني داخل المخيمات حيث يتم التكفل بهم وبأسرهم على كافة الأصعدة. وقد تم تسجيل حالتي ولادة بالمستشفى العسكري المتنقل بالمنطقة الحدودية وإجراء العديد من العمليات الجراحية. وأكدت من ناحية أخرى حرص اليونيسف على مواصلة العمل في إطار الشراكة مع بعض الهياكل والمؤسسات الحكومية في تونس مع إمكانية مراجعة بعض البرامج بالاستناد إلى معطيات أكثر شفافية ومصداقية. وشددت على عزم هذه الهيئة الأممية على القيام ببحث من أجل تحيين المعطيات وتجاوز كل المواضيع المسكوت عنها سابقا على غرار أطفال الشوارع وعمالة الأطفال والأمهات العازبات. كما لاحظت عودة ظاهرة ارتفاع نسبة الانقطاع المدرسي فى صفوف الأطفال.